عندما زار الرحالة السيد محمد بن أحمد الحسيني المعروف بالمنشي البغدادي مدينة كربلاء المقدسة سنة (1237هـ) (1822م)، ليطلع على مظاهر الحياة فيها، ولمعرفة القرى والارياف الممتدة بين المدينتين.
فيقول: وانا في طريقي الى قصبة كربلاء، شاهدت في الطريق الرابط بين مدينة بغداد ومدينة كربلاء خمسة خانات، الأول اسمه (خان الكهية) اذ يبعد فرسخان عن بغداد، وخان اسمهُ (خان مراد) يبعد أربعة فراسخ أيضاً، وخان اسمهُ (خان البير أو خان النصف) إذ يبعد ستة فراسخ، و(خان المزارقجي) يبعد ثمانية فراسخ، واخيراً (خان المسيب) يقع على بعد عشرة فراسخ من جانب نهر الفرات.
ويشير الرحالة المنشي الى وجود نحو (400) بيت ممتدة على طول الطريق، بالإضافة الى وجود جسر كبير يربط أطراف نهر الفرات، متخذهُ الأهالي وسيلة للعبور بين الضفتين، حتى يصل الجسر الى مدينة كربلاء بمسافة خمسة فراسخ.
ثمَ شاهدَ نهر الحسينية فيقول: انهُ منشق من الفرات ليكون نهراً يذهب الى كربلاء ويقال له (نهر الحسينية)، وتقع على جانبيه بساتين النخل العامرة التي تحمل تمراً مشهوراً بالجودة.
واختتم رحلته فيقول: وعند وصولي الى كربلاء شاهدت مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وموزع على جوانبه عددٌ من البيوت والمحال الصغيرة ذات الازقة الضيقة.
المصدر: راجع كتاب مدينة الحسين (عليه السلام) / مختصر تاريخ كربلاء، محمد حسن الكيلدار، سلسلة إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج3، ص164- 165.