زارَ الرحالة ابن بطوطة مدينة كربلاء المقدسة بحدود الربع الأول من القرن الثامن الهجري، حيث كانت زيارته تهدف الى معرفة طبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والمراقد المقدسة.
وصف ابن بطوطة مجمل زيارته حيث قال: انها مدينة مصغرة وغنية ببساتين النخيل، يسقيها ماء الفرات، وأشار الى المرقد المقدس لسيد الشهداء (عليه السلام) الذي كان يشتمل على مدارس دينية كانت تدرس فيها مختلف العلوم والمعارف، حيث وصفها بالعظمة والرجاحة إذ تأتي عظمتها من عمارة بناء المرقد المقدس لسيد الشهداء (عليه السلام) والى المشايخ والقائمين عليها الذين كانوا يدرسون مختلف العلوم فيها.
فيما وصف المرقد المقدس اذ قال: تزينهُ قناديل الذهب والفضة والأبواب الفخمة والستائر المزركشة الحريرية، وأشار أيضاً لوجود دار ضيافة سماها زاوية توفر الطعام للزائرين ولكل القاصدين لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وقال: لابد أن نفقات هذه الضيافة تعتمد على الأموال التي توفرها الأوقاف ومن الأموال التي تهدى الى العتبة الحسينية، فضلاً عن مبرّات أهل التقوى والصلاح طلباً لرضى الله تعالى وثواب الآخرة.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، الأحوال الاجتماعية في كربلاء، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج2، ص220.