اثناء زيارته لمدينة كربلاء سطر الرحالة موسيل ما شاهده عن المدينة عام (1912م)، حيث ذكر موسيل وصفَاً لطوبوغرافية الأرض وأبرز الصور الواقعية عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان القرى والارياف.
فقال: ان نهر الفرات يبلغ عرضه نحو كليو متر واحد، وكانت أعداد كثيرة من الجاموس تتحرك فيه، ويتنقلوا الأهالي من جزيرة الى أخرى (بقارب جلدي منفتح)، وانهُ بينما كان سائراً مع صحبه شاهد الجمال والحمير تنقل الزائرين والوافدين الى زيارة مشهد الإمام الحسين (عليه السلام) تحديداً في منطقة طويريج ويعودون الى محل سكناهم وكانت الأجرة آنذاك (15- 20) قرشاً، وهذه صورة من صور النقل البري التي كانت منتشرة آنذاك.
وبعد تجاوز موسيل واصحابه سهل المجاهيل، ظهرت للعيان من ناحية الغرب اجراف سديرة وصبخان، ثم بلغوا خان النخيلة فنزلوا به، وبجانب الخان كانت ثلاث خانات أصغر منه، ويصف الخانات انها كانت محط استراحة للزائرين والمسافرين.
وبعد الخان تبدأ بحيرة (هور براز) وتقع الى الشرق منه قرى، منها (التعبوري، والهنيدية، والزبيلية، والسليمانية، وتمتد الى الغرب بسهول جرداء متموجة تعرف بسهول المليحة والطفحات، اما باتجاة الشمال الغربي ظهرت لموسيل الخطوط العامة السوداء لبساتين كربلاء العامرة والى الغرب منهُ ظهرت ربوة يقطعها صدع تنقسم الى قسمين تسمى (أبو راسين) وقد شاهد أمامه كوراً عدة لصناعة الجص.
ومن كلامه يتبين ان طوبوغرافية (اشكال التضاريس) المحيط بكربلاء غير متجانسة بل مختلفة الأشكال منها الاهوار والسهول والأرض المتموجة.
ويذكر ايضاً ان المهن التي كان يمارسها سكان كربلاء هي صناعة الجص.
بعدها شاهد موسويل بساتين كربلاء عند (قصر الهندي) وبعد مسافة قصير شاهد سهل الملح المسمى (الحجيمة) حتى وأصلَ سيره الى عمق المدينة، وبسبب هدم سد جدول الحسينية فقد غمرت المياه شوارع المدينة، فكانت على حسب قولهِ صعوبة التنقل فيها.
وظاهر الأمر إن مدينة كربلاء المقدسة كانت واضحة المعالم والشوارع تعوزها خدمات صيانة سدود الأنهار مما جعلها تحت رحمة طغيان نهر الحسينية.
واخيراً وصف الرحالة موسيل المرقدين المطهرين، حيث وصف مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) فسماه المشهد الرئيس، وانه يقع في القسم الغربي من المدينة، ويعرف الصحن، والقبه الذهبية، ويصف القسم الشرقي من المدينة فذكرَ ابي الفضل العباس (عليه السلام) فأشار اليه بسيدنا العباس (عليه السلام).
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج3، ص66-69.