لم يكن لمدينة كربلاء المقدسة اسم يذكر في التاريخ بعد ان رحل عنها المسلمون الى الكوفة، فأصبحت هذه الديار مهملة حتى وطأتها أقدام بني هاشم عام (61هـ) يتقدمهم أبناء علي بن ابي طالب (عليهم السلام) وفي طليعتهم الإمام الحسين (عليه السلام) بعد ان خيموا فيها بالمخيم الحسيني الشريف، وقاتلوا جيوش الباطل لإظهار الحق فاستشهدوا في هذه التربة التي اختلطت بدمائهم الزاكية واجسامهم المطهرة.
كانت مدينة كربلاء يوم ذاك جرداء غير ذات زرع تسكن حولها عشيرة بني أسد، ومنذ اللحظة التي قتل فيها سبط الرسول الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) وصحبه أصبح لها شأن يذكر، وصارت مأوى يلجأ اليه المسلمون من كل حدب وصوب، حتى اتخذت قبلة تؤمها الوفود لزيارة قبر الإمام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) إذ استوطنت وشيد على القبر الشريف قبة، وأقيمت حوله المساكن والمحال والمدارس ودور العلم والمعرفة.
المصدر: مدينة الحسين/ مختصر تاريخ كربلاء، محمد حسين الكليدار آل طعمة، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج1، ص31- 32.