8:10:45
معركة بدر الكبرى 17 رمضان سنة 2 هـ  حين خان العهود... داود باشا يستنجد بأعلام كربلاء للصلح بالفيديو || وفد من مؤسسة الشهداء يزور المركز ويعقد ندوة حول جرائم البعث المقبور من محلة باب الطاق: مركز كربلاء يقيم أمسية رمضانية حول التراث الكربلائي في شهر رمضان الوضع الاقتصادي والاجتماعي في كربلاء خلال حكم ناصر بن مهنا سجود الأئمة (عليهم السلام) على تربة الإمام الحسين (عليه السلام) وحث الشيعة على ذلك اجتماع دوري في مركز كربلاء للدراسات والبحوث لمناقشة تطوير العمل الإعلامي هل تعلم؟ وفد من مؤسسة الشهداء يزور المركز ويعقد ندوة حول جرائم البعث المقبور آمنة بيكم البهبهانية...صفحة مشرقة من تاريخ المرأة العلمية في الإسلام من رجال ثورة العشرين: السيد حسين الدده مغادرة آخر متصرف عثماني لكربلاء عام 1917 في مثل هذا اليوم تهنئة طاعة الإمام و تحقيق النصر لا رَأيَ لِمَنْ لا يُطاعُ نهج البلاغة – خطبة 27 محمد جواد الدمستاني النقوش والكتابات في كهوف الطار: علامات ودلائل تأريخية مهمّة دعوة بالفيديو || مركز كربلاء للدراسات والبحوث وكلية العلوم السياحية ينظمان ندوة حول التطرف العنيف مدير مكتب هيئة الإعلام والاتصالات في الفرات الأوسط يزور المركز كلية العلوم السياحية في جامعة كربلاء تستقبل مدير المركز
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
08:43 AM | 2025-03-18 711
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الوضع الاقتصادي والاجتماعي في كربلاء خلال حكم ناصر بن مهنا

في سنة 1013 هـ (1604 م)، ومع تراجع سيطرة الدولة العثمانية على العراق، شهدت كربلاء تحولا سياسيًا تمثل في استيلاء ناصر بن مهنا، زعيم قبيلة آل مهنا من عشائر جشعم العربية، على المدينة،وقد أطلق ناصر على نفسه لقب (ملك)، وتمكن من القضاء على الحامية العثمانية في كربلاء، مما سمح له بفرض سلطته على المنطقة الممتدة من الفلوجة إلى جنوب العراق، فأسس مركز حكمه وإدارته على أنقاض النظام القديم، مما سمح له بفرض نظامه الخاص وتحصيل الأتاوى والضرائب من القوافل والزيارات التي كانت تتوافد إلى كربلاء.

حكم ناصر بن مهنا كربلاء لفترة طويلة وجعلها مركزا لنفوذه، حيث كان يجبي الضرائب من القوافل والتجار والزوار الذين يقصدون المدينة، ويذكر المستشرق البرتغالي بيدرو تكسيرا، الذي زار كربلاء في سبتمبر 1604، أن المدينة كانت تضم حوالي أربعة آلاف منزل، وكان سكانها خليطا من العرب والإيرانيين والأتراك،كما كانت الأسواق مليئة بالسلع التجارية المختلفة، وشهدت وفرة في المواد الغذائية مثل الحنطة والرز والشعير والفواكه والخضروات واللحوم، مما يعكس استمرارية الحياة الاقتصادية رغم الاضطرابات.

ومن الناحية العسكرية والسياسية، برزت قوة أمير المهنا في ظل حالة الفوضى التي صاحبت ضعف الرقابة العثمانية، فقد تمايز حكمه بتقسيم السلطة بشكل عملي على مختلف المناطق، إذ كانت قبيلته المتمركزة في منطقة المهناوية قرب سدة الهندية تتحكم في طرق التجارة وتفرض قبضتها على الأراضي من خلال استخدام أساليب القوة والعنف عند الحاجة، وفي هذا السياق، ورد في روايات الباحث يعقوب سركيس بمجلة (لغة العرب) أن قبيلة آل مهنا استولت على كربلاء بزعامة أميرها ناصر، وأثبتت سيطرتها لما يقارب الأربعين عامًا حتى جاء التدخل الصفوي بقيادة الشاه عباس الكبير الذي غزا العراق في 1032 هـ (1623 م) أو بحسب بعض الروايات في 1042 هـ، مما أنهى حقبة من الهيمنة المحلية التي كانت استفادت من الفوضى الناتجة عن انشغال الدولة العثمانية بالحرب مع إيران.

كما أوضح بيدرو تكسيرا مشاهداته حول الوضع الأمني والاجتماعي للمدينة، حيث لاحظ أن الأتراك رغم محاولتهم الإشراف على المناطق المحيطة بكربلاء، انسحبوا إلى بغداد بسبب الصراعات مع الإيرانيين، فيما غادر الإيرانيون بدورهم إذ لم يعودوا يشعرون بالأمان، وقد شهد تكسيرا وجود عناصر من الجيش العثماني، مثل (السگمانيون) الذين كانوا يقيمون في أحد الخانات المخصصة للزوّار، ويعملون كحرس خاص وضباط للحفاظ على النظام، إلا أن هؤلاء كانوا معروفين باستخدام العنف والوقاحة في التعامل مع السكان، مما أضاف بعداً آخر إلى حالة الرعب التي كانت تعم المدينة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة التاريخية لم تخلُ من التنافس بين القوى المختلفة، إذ ظل أمير المهنا رمزاً للسلطة المحلية حتى العصر الذي بدأت فيه قبيلة الزكاريط استيطان ضفاف نهر الحسينية والتنافس مع أبناء أعمامهم المسعود، مما أدى إلى نزاعات مسلحة أنهت هيمنة قبيلة آل مهنا تدريجياً بعد أن استمرت في الحكم حتى العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري، ويأتي هذا السياق التاريخي لتأكيد أن التحولات في السلطة لم تكن ناتجة عن تغيير جهوي مفاجئ فحسب، بل كانت نتيجة لصراعات داخلية وتحولات في موازين القوى الإقليمية بين العثمانيين والصفويين، مما ساهم في إعادة رسم الخريطة السياسية والاجتماعية للعراق في تلك الحقبة الحرجة.

محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة،مدينة الحسين،ضبط ومراجعة وإصدار مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2016،ط1،ج3،ص53

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp