02:59:20PM
الثلاثاء - 29 نيسان 2025 م   |   30 شوال 1446 هـ
كربلاء.. حيث التقى الزهد بالعلم فأنجبت قوافل العلماء والأدباء عبر موسوعته الحضارية الشاملة... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعيد قراءة موقعة الطف بمقاربة علمية نقدية حاضرة العلم والمجد... كربلاء بين الشهادة الحسينية والنهضة الحضارية المركز يقيم ندوة توعوية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية في مدرسة المتألقات الابتدائية للبنات دور جريدة الغروب في التصدي للتحديات الاجتماعية في كربلاء المقدسة خلال العهد الملكي في مكتبة كربلاء... كنز طبي نادر يعيد أمجاد "شيخ أطباء العراق" المركز يعقد ندوة علمية حول مسير الإمام الحسين (عليه السلام) في المعهد التقني كربلاء بحث إقامة مؤتمرات علمائية ومشاريع فكرية رائدة ضمن زيارة وفد رفيع إلى مركز كربلاء للدراسات والبحوث مرجع الإدارة والموارد البشرية الأشهر في مكتبة كربلاء للدراسات والبحوث مهنة التصوير في كربلاء المقدسة قديمًا.. بين بساطة الأدوات وخصوصية المجتمع مركز كربلاء يصدر كتاب (من عطاء المواسم ٢٠٢٤) توثيقاً لنتاج ندواته العلمية والدينية في بغداد مركز كربلاء يقيم ندوة توعوية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في مدرسة ارض الحسين عليه السلام الابتدائية للبنين  مركز كربلاء يقيم ندوة توعوية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في مدرسة المتألقات الابتدائية للبنات  الحاجة إلى اصطناع المعروف و آدابه و قواعده ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء يقيم ندوة علمية حول تحديات التلوث البيئي في كربلاء المقدسة في ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام).. ملتقى علمي في بغداد يجسّد فكره القيادي والتأسيسي مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعقد ندوة علمية حول مسير الإمام الحسين (عليه السلام) في المعهد التقني كربلاء  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مركز كربلاء يُصدر كتاباً يُسلّط الضوء على تاريخ الهندية خلال الاحتلال البريطاني تعزية 
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
08:43 AM | 2025-03-18 1601
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الوضع الاقتصادي والاجتماعي في كربلاء خلال حكم ناصر بن مهنا

في سنة 1013 هـ (1604 م)، ومع تراجع سيطرة الدولة العثمانية على العراق، شهدت كربلاء تحولا سياسيًا تمثل في استيلاء ناصر بن مهنا، زعيم قبيلة آل مهنا من عشائر جشعم العربية، على المدينة،وقد أطلق ناصر على نفسه لقب (ملك)، وتمكن من القضاء على الحامية العثمانية في كربلاء، مما سمح له بفرض سلطته على المنطقة الممتدة من الفلوجة إلى جنوب العراق، فأسس مركز حكمه وإدارته على أنقاض النظام القديم، مما سمح له بفرض نظامه الخاص وتحصيل الأتاوى والضرائب من القوافل والزيارات التي كانت تتوافد إلى كربلاء.

حكم ناصر بن مهنا كربلاء لفترة طويلة وجعلها مركزا لنفوذه، حيث كان يجبي الضرائب من القوافل والتجار والزوار الذين يقصدون المدينة، ويذكر المستشرق البرتغالي بيدرو تكسيرا، الذي زار كربلاء في سبتمبر 1604، أن المدينة كانت تضم حوالي أربعة آلاف منزل، وكان سكانها خليطا من العرب والإيرانيين والأتراك،كما كانت الأسواق مليئة بالسلع التجارية المختلفة، وشهدت وفرة في المواد الغذائية مثل الحنطة والرز والشعير والفواكه والخضروات واللحوم، مما يعكس استمرارية الحياة الاقتصادية رغم الاضطرابات.

ومن الناحية العسكرية والسياسية، برزت قوة أمير المهنا في ظل حالة الفوضى التي صاحبت ضعف الرقابة العثمانية، فقد تمايز حكمه بتقسيم السلطة بشكل عملي على مختلف المناطق، إذ كانت قبيلته المتمركزة في منطقة المهناوية قرب سدة الهندية تتحكم في طرق التجارة وتفرض قبضتها على الأراضي من خلال استخدام أساليب القوة والعنف عند الحاجة، وفي هذا السياق، ورد في روايات الباحث يعقوب سركيس بمجلة (لغة العرب) أن قبيلة آل مهنا استولت على كربلاء بزعامة أميرها ناصر، وأثبتت سيطرتها لما يقارب الأربعين عامًا حتى جاء التدخل الصفوي بقيادة الشاه عباس الكبير الذي غزا العراق في 1032 هـ (1623 م) أو بحسب بعض الروايات في 1042 هـ، مما أنهى حقبة من الهيمنة المحلية التي كانت استفادت من الفوضى الناتجة عن انشغال الدولة العثمانية بالحرب مع إيران.

كما أوضح بيدرو تكسيرا مشاهداته حول الوضع الأمني والاجتماعي للمدينة، حيث لاحظ أن الأتراك رغم محاولتهم الإشراف على المناطق المحيطة بكربلاء، انسحبوا إلى بغداد بسبب الصراعات مع الإيرانيين، فيما غادر الإيرانيون بدورهم إذ لم يعودوا يشعرون بالأمان، وقد شهد تكسيرا وجود عناصر من الجيش العثماني، مثل (السگمانيون) الذين كانوا يقيمون في أحد الخانات المخصصة للزوّار، ويعملون كحرس خاص وضباط للحفاظ على النظام، إلا أن هؤلاء كانوا معروفين باستخدام العنف والوقاحة في التعامل مع السكان، مما أضاف بعداً آخر إلى حالة الرعب التي كانت تعم المدينة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة التاريخية لم تخلُ من التنافس بين القوى المختلفة، إذ ظل أمير المهنا رمزاً للسلطة المحلية حتى العصر الذي بدأت فيه قبيلة الزكاريط استيطان ضفاف نهر الحسينية والتنافس مع أبناء أعمامهم المسعود، مما أدى إلى نزاعات مسلحة أنهت هيمنة قبيلة آل مهنا تدريجياً بعد أن استمرت في الحكم حتى العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري، ويأتي هذا السياق التاريخي لتأكيد أن التحولات في السلطة لم تكن ناتجة عن تغيير جهوي مفاجئ فحسب، بل كانت نتيجة لصراعات داخلية وتحولات في موازين القوى الإقليمية بين العثمانيين والصفويين، مما ساهم في إعادة رسم الخريطة السياسية والاجتماعية للعراق في تلك الحقبة الحرجة.

محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة،مدينة الحسين،ضبط ومراجعة وإصدار مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2016،ط1،ج3،ص53

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp