ومن بين الفترات المزدهرة التي عاشتها هذه المدينة المقدسة، هي فترة حكم الإسكندر المقدوني، الذي اهتم حينها اهتماماً بالغاً بمشاريع الري في بلاد وادي الرافدين، فاستصلح مساحات واسعة من الأراضي في أهوار بابل، كما أنه أنشأ كثيراً من السدود، وعمّر عدداً من الجداول المائية القديمة، وقد عُزي اليه إختيار موقع صدر شط الهندية الحالي، بالإضافة الى الكثير من المشاريع المهمة التي امتد تأثيرها حتى وقتنا الحالي كما ورد في المصدر (1) .
ومن بين أبرز ما ذُكِر عن تلك الفترة، هي تدوينات المهندس البريطاني السير "وليام ويلكوكس" بحكم إشرافه على أعمال الري في العراق أوائل القرن العشرين، بالقول: إن "أول مشروع عمراني قام به الإسكندر الكبير في بابل هو انتخابه أرضاً قوية لحفر صدر جديد لنهر (بالاكوباس) قبل تغيير أسمه الى (فرع الهندية)، ليصبح اليوم المجرى الرئيس للفرات بعد أن كان محفوراً قبلها في أرض رملية".
المصدر
(1) موسوعة كربلاء الحضارية/ المحور التاريخي/ قسم التاريخ الإسلامي، الجزء الثالث، ص15.