أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة صبيحة يوم السبت الموافق 27/4/2019 ندوته العلمية الموسومة (السياسات الحكومية وأثرها في رفع مستوى البطالة في مدينة كربلاء المقدسة) بحضور مدير المركز الأستاذ الحاج عبد الأمير عزيز القريشي ومجموعة من الباحثين والأكاديميين بالإضافة الى ممثلين عن بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة بموضوع الندوة وعدد من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية.
وإبتدأت الندوة أعمالها بعرض سريع لأسباب البطالة قدّمه عضو الهيئة الإستشارية في المركز "أ. د. مهدي نصر الله"، والذي تحدث من خلاله عن خصوصية العراق في مسألة البطالة نظراً لوقوعه ضحية حروب متتالية داخلية وخارجية مما ألقت بظلالها على الوضع الإقتصادي الآني والمستقبلي لهذا البلد وتسببت بمعاناته من ديون متراكمة على مرّ العقود السابقة.
وفي سياق متّصل، تحدث المحاضر في الندوة ومسـاعـد رئـيـس جامـعـة الكـوفـة للـشـؤون الإداريــة "أ. د. حسن لطيف الزبيدي" عن السياسة الإقتصادية المتّبعة حالياً وتأثيرها على فئات المجتمع العراقي، بالإضافة الى التأثير الذي شكّلته الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الماضية على موازنة الدولة العراقية وقطاعاتها الخدمية، مع التشديد على مأساة النزوح التي إُبتليت بها العديد من مدن البلاد وكان لها دورها -هي الأخرى - في تعميق مشكلة البطالة المستعصية.
ودعا د. الزبيدي في سياق حديثه، الى إستغلال موقع العراق الجغرافي ومكانته الإستراتيجية بين دول الجوار الإقليمي، لتوسيع قطاعاته التنموية المحلية وعلى كافة الصُعٌد، عوضاً من عقد الإتفاقيات التجارية مع هذه الدول كالتي حصل مؤخراً، كونها ستشكّل عاملاً مساعداً في تفاقم أزمة البطالة بدلاً من حلّها.
من جانبـه، تطرّق العضو المحاضـر في النـدوة وعميـد كليـة العلـوم السياحيـة في جـامـعـة كـربــلاء "أ. د. مكي عبد مجيد الربيعي"، الى أهمية العمل في بناء شخصية الفرد والمجتمع العراقيين، مشيراً في الوقت ذاته الى مجموعة من العوامل ذات التأثير السلبي على سوق العمل في البلاد كالإستيراد غير المدروس ودخول البضائع الأجنبية بشكل كبير وغير مبرّر، فيما بيّن أيضاً أنواع البطالة في العراق والآثار الجانبية لكل منها في الحاضر والمستقبل.
ومما شهدته الندوة كذلك هو فتح باب النقاش والمداخلات أمام السادة الحاضرين الذين طرحوا بدورهم عدداً من المقترحات الواجبة الدراسة، وتمَّ بعدها ختام فعاليات هذه الندوة العلمية عبر تكريم بعض الشخصيات الحاضرة فيها والتي أعربت من جانبها عن شكرها وإمتنانها العميقين لجهود المركز المتواصلة في إقامة مثل هذه الندوات البنّاءة والمفيدة خدمةً لمدينة سيد الشهداء "عليه السلام" والعراق الحبيب عموماً.