حمض الستريك، أو ما يُعرَفُ بحمض الليمون أو ملح الليمون، هو أحد العناصر الموجودة بشكلٍ طبيعيّ في مُختلَف ثمار الحمضيّات، وخاصةً في اللّيمون، وهو ما يمنحها ذلك المذاق اللاذع الحموضة، وهو يُستخدم كمُنَكّه، وكعاملٍ رافعٍ للحموضة، وكمادةً حافظةً، وكمحلول منظم أيضاً.
ومن الجدير بالذكر أنّ الخصائص الفيزيائيّة والكيميائيّة لهذا العنصر قد أسهمت في زيادة استعماله بالقطاعات الصناعية مثل الصناعات الغذائية، والدوائية، ومواد التجميل، ومواد التنظيف، وقد تمكّن السويديّ "كارل شيله" عام 1784 من استخلاصه، لأول مرّة من عصير اللّيمون، حيث بلغت الكميّة المُستخلَصة منه أوجّها بين عاميّ 1915 و1916، إذ تمّ إنتاج 17,500 طنٍّ منها، ثمّ ظهرت بعد ذلك طرقٌ جديدة لصناعته، حيث تستعمل الشركات المُنتِجَة في الوقت الحاليّ عمليّة التخمير، التي تعتمد على دبس السكّر أو ما يُطلَق عليه بـ "العسل الأسود" كمادةٍ خام، إذ إنّه يُعدّ منخفضَ التكلفة بصورة كبيرة.
يُقدِّم حمض الستريك بعض الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان منها:
1. تعزيز عمليّات الأيض: إذ إنّ "السترات" وهو جزيء يرتبط بحمض الستريك؛ هو أول ما ينتج من حلقة كريبس، أو دورة الأحماض ثلاثية الكربوكسيل، وفيها يتحوّل الغذاء في جسم الإنسان إلى الطاقة اللازمة للأنشطة اليوميّة.
2. دعم امتصاص الجسم للعناصر الغذائيّة: حيث إنّه يُعزِّز قابلية الاستفادة من المعادن، فمثلاً؛ تُعتبَر سترات الكالسيوم وهي إحدى أملاح حمض الستريك المناسبةً للأشخاص الذين يُعانون من نقصٍ في حمض المعدة مثل كبار السنّ، إضافةً إلى أنّ آثارها الجانبيّة، كالإمساك، والانتفاخ، والغازات، هي أقلّ مقارنةً بكربونات الكالسيوم، وكذلك الأمر بالنسبة لسترات المغنيسيوم، ومُكمِّلات الزنك.
3. امتلاك خصائص مُطهرة: حيث أشارت دراسةٌ مخبريّة إلى أنّه قد يكون فعّالاً في تقليل خطر الإصابة بفيروس الـ "نوروفيروس" أو معالجتها تماماً، حيث يعدّ هذ النوع من الفيروسات، أحد مُسبِّبات الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء.
4. حماية الكلى، ومنع تكوُّن الحصى، وذلك عبر جعْل البول أقلّ مُلائمةً لتكوينها، حيث يُصبِح أقلّ حامضيّةً، ممّا يساعد الكلى على التخلّص من حمض اليوريك، ويساهم هذا الأمر في تقليل خطر الإصابة بداء النِقْرس، وبعض أنواع حصى الكلى.
5. التخلّص من رائحة الفم الكريهة: حيث إنّ حمض الستريك يُحفِّز الغدد اللّعابية، وهذا يقضي على رائحة النَّفَس السيّئة، ولذلك يُنصَح دائماً بمضغ قشرة البرتقال بعد غسلها جيّداً، أو قطعة ليمونٍ؛ للحفاظ على رائحة مُنعشةٍ للفم.
6. الحدّ من فقر الدّم: إذ أنه يحدث غالباً بسبب نقص الحديد في الجسم، ممّا يؤدي إلى نقص مستويات خلايا الدم الحمراء، أو الهيموغلوبين، ويُقلل قدرته على حمل الأكسجين، ومن ناحيةٍ أخرى، فإن حمض الستريك يُحفِّز امتصاص الجسم لعنصر الحديد، ممّا قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بفقر الدم، ولذلك يُنصَح في هذه الحالات بتناول الحمضيّات، كالبرتقال، وغيره.
المصادر/