8:10:45
بحضور علمي لافت، مركز كربلاء ينظم ندوة عن التاريخ المشترك لأذربيجان وتركمان العراق الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة محمد جواد الدمستاني وفد من المركز يزور وزارة التعليم العالي، ويبحث عدداً من الملفات المهمة استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي جيل الشباب التحديات المعاصرة اعلان دفق من التاريخ والحكايات لمراقد ومقامات كربلاء..مرقد عون بن عبد الله البنفسج مركز كربلاء للدراسات والبحوث ينظم ندوة إلكترونية حول الأبعاد الإنسانية لزيارة الأربعين محطات كربلائية..إسهامات الملوك الصفويين في تطوير وتعمير مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إعلان.. وظيفة شاغرة اعلان اعلان وفد من مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة كربلاء يزور مركز كربلاء للدراسات والبحوث لبحث التعاون العلمي المشترك بالفيديو || المركز يعقد ندوة علمية حول مسير الإمام الحسين (عليه السلام) في جامعة الزهراء للبنات الندوة الالكترونية الموسومة انتفاضة شعبان: ثورة الشعب واستبداد الطاغية وفد من مركز كربلاء للدراسات والبحوث يزور مدير قسم الإعداد والتدريب في تربية كربلاء مركز كربلاء للدراسات والبحوث ينظم ندوة تعريفية بالمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين محطات عمرانية في تاريخ كربلاء من النشأة الى الحاضر اجتياح المشعشعي لكربلاء وانتهاك حرمة المدينة سرًّا بين المسالح: العلامة الأشتاني يتحدى الطغيان العباسي ويحيي معالم قبر الإمام الحسين (ع)
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:02 PM | 2025-01-22 104
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

التوزيع الجغرافي والسكاني للقرى الزراعية في كربلاء

زين العابدين العبيدي
يمثل الاستقرار الريفي أحد أبرز مظاهر التفاعل الإنساني مع البيئة، حيث يتمثل في تركز السكان بالمناطق الريفية ضمن وحدات سكنية ثابتة، سواء كانت تجمعات متقاربة أو متناثرة، يمارس سكانها أنشطة اقتصادية تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات، إلى جانب ذلك، تشمل الأنشطة المكملة كالصيد والرعي، مما يجعل الحياة الريفية مزيجاً من التكامل البيئي والاقتصادي، ومنذ أقدم العصور، كانت القرى الزراعية في العراق نقطة انطلاق للحضارة البشرية، حيث وفرت الأمن والاستقرار، ما جعلها اللبنة الأولى للاستقرار البشري والتنمية.
في محافظة كربلاء، تلعب العوامل الجغرافية دوراً محورياً في تحديد طبيعة وحجم المستقرات الريفية، تحتضن المحافظة(184) قرية زراعية موزعة جغرافياً وفقاً لتوافر الموارد الطبيعية مثل التربة الخصبة والمياه، والتي تتدفق من نهر الفرات والجداول المتفرعة منه. تتركز غالبية هذه القرى في الجهات الشرقية والشمالية الشرقية من المحافظة، حيث تتوافر الشروط البيئية الملائمة لازدهار النشاط الزراعي،وعلى النقيض، تعاني الجهات الغربية والشمالية الغربية من الجفاف والتصحر وندرة الموارد المائية، مما ينعكس سلباً على انتشار القرى واستقرار السكان فيها.
تتميز القرى الزراعية في كربلاء بتنوع أحجامها السكانية، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث مراتب حجمية، حيث يعكس كل منها مستوى معيناً من النشاط الزراعي والكثافة السكانية.
1-القرى الزراعية الكبيرة:- التي يزيد عدد سكانها على(1000) نسمة، تعد الفئة الأكثر تأثيراً في المشهد الريفي،بلغ عدد هذه القرى في كربلاء(51 قرية)، موزعة بشكل متفاوت بين الأقضية، يتصدر قضاء الهندية المرتبة الأولى من حيث عدد هذه القرى بنسبة(76%)، يليه قضاء المركز بنسبة( 20%)، ثم قضاء عين التمر بنسبة متواضعة بلغت(4%)،هذه القرى تمثل مراكز حيوية للنشاط الزراعي بفضل الكثافة السكانية التي تسهم في زيادة الإنتاج وتنويع المحاصيل.
2-القرى الزراعية المتوسطة:- التي يتراوح عدد سكانها بين(501 و1000) نسمة، تأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد، حيث سجلت المحافظة(67)قرية من هذا النوع، يُظهر قضاء الهندية مرة أخرى تفوقاً ملحوظاً بنسبة(64%)من إجمالي القرى المتوسطة، يليه قضاء المركز بنسبة(30%)، بينما كان نصيب قضاء عين التمر الأدنى بنسبة(6%)، هذا النوع من القرى يعكس مرحلة انتقالية بين التجمعات الكبيرة والصغيرة، حيث يجمع بين التوسع في النشاط الزراعي وتوافر عدد معقول من السكان.
3-القرى الزراعية الصغيرة:- التي يتراوح حجمها السكاني بين( 250 و500 )نسمة، تعبر عن نمط حياة أكثر ارتباطاً بالطبيعة البسيطة، بلغ عدد هذه القرى(66)قرية، تركزت بشكل أكبر في قضاء المركز الذي استحوذ على(48%) منها، يليه قضاء الهندية بنسبة(39%)، وأخيراً قضاء عين التمر بنسبة (12%)،على الرغم من صغر حجمها، فإن هذه القرى تشكل نواة للاستقرار الريفي وتعكس جهود سكانها في مواجهة التحديات البيئية والجغرافية.
الاستقرار الريفي في كربلاء لا يقتصر على الأرقام والإحصاءات، بل يمثل تجسيداً حياً لعلاقة الإنسان ببيئته حيث يعكس هذا التنوع في أحجام القرى وتوزيعها في كربلاء قدرة سكان الريف على التكيف مع المعطيات الطبيعية لتحقيق الاستقرار والأمان.


راجع
د.رياض كاظم الجميلي،كربلاء في منظور الدراسات الحضرية،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2023،ط1،ج1،ص175

Facebook Facebook Twitter Whatsapp