8:10:45
إعلان  التعليم و التأديب يبدأ بالنفس ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء يقيم ندوة توعوية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في مدرسة الخندق الابتدائية دعوة  وفد من المركز يزور مديرية تربية كربلاء المقدسة ويثمن تعاونها في مجال الدورات التوعوية للطلبة استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث المؤسسة القضائية في لواء كربلاء خلال العهد العثماني في اليوم الثالث من جولته البحثية: الوفد الآثاري الأوربي يزور منارة "الموقدة" في عمق صحراء كربلاء برنامج الرحالة ( 2 ) - أبو طالب بن حاجي محمد بك خان الاصفهاني كلمات سيِّد العرب أبي الحسن علي بن أبي طالب من كربلاء المقدسة: المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (قدّس سرّه) يُسهم في حقن دماء الكرد العراقيين في اليوم الثاني من زيارته إلى كربلاء المقدسة: الوفد الآثاري الأوربي يزور قصر بني مقاتل الوفد الآثاري الأوربي يزور مركز كربلاء للدراسات والبحوث متحف العتبة الحسينية المقدسة، شاهد تاريخي على مر الزمن  في التنفير من البخل و البخلاء .... مجمد جواد الدمستاني المركز ينظم جولة بحثية لوفد آثاري أوروبي في صحراء كربلاء الغربية برفقة وفد من جامعة القادسية افتتاح دورة تدريبية في الخط العربي الرقمي بمركز كربلاء للدراسات والبحوث إدارة المركز تعقد اجتماعها الدوري مع شعبة الدراسات التخصصية في زيارة الأربعين التعليم الأهلي (الأجنبي) في لواء كربلاء خلال العهد العثماني مركز كربلاء يشارك في فعاليات الأسبوع العلمي والثقافي التاسع عشر بجامعة أهل البيت (عليهم السلام)
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:02 PM | 2025-01-22 173
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

التوزيع الجغرافي والسكاني للقرى الزراعية في كربلاء

زين العابدين العبيدي
يمثل الاستقرار الريفي أحد أبرز مظاهر التفاعل الإنساني مع البيئة، حيث يتمثل في تركز السكان بالمناطق الريفية ضمن وحدات سكنية ثابتة، سواء كانت تجمعات متقاربة أو متناثرة، يمارس سكانها أنشطة اقتصادية تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات، إلى جانب ذلك، تشمل الأنشطة المكملة كالصيد والرعي، مما يجعل الحياة الريفية مزيجاً من التكامل البيئي والاقتصادي، ومنذ أقدم العصور، كانت القرى الزراعية في العراق نقطة انطلاق للحضارة البشرية، حيث وفرت الأمن والاستقرار، ما جعلها اللبنة الأولى للاستقرار البشري والتنمية.
في محافظة كربلاء، تلعب العوامل الجغرافية دوراً محورياً في تحديد طبيعة وحجم المستقرات الريفية، تحتضن المحافظة(184) قرية زراعية موزعة جغرافياً وفقاً لتوافر الموارد الطبيعية مثل التربة الخصبة والمياه، والتي تتدفق من نهر الفرات والجداول المتفرعة منه. تتركز غالبية هذه القرى في الجهات الشرقية والشمالية الشرقية من المحافظة، حيث تتوافر الشروط البيئية الملائمة لازدهار النشاط الزراعي،وعلى النقيض، تعاني الجهات الغربية والشمالية الغربية من الجفاف والتصحر وندرة الموارد المائية، مما ينعكس سلباً على انتشار القرى واستقرار السكان فيها.
تتميز القرى الزراعية في كربلاء بتنوع أحجامها السكانية، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث مراتب حجمية، حيث يعكس كل منها مستوى معيناً من النشاط الزراعي والكثافة السكانية.
1-القرى الزراعية الكبيرة:- التي يزيد عدد سكانها على(1000) نسمة، تعد الفئة الأكثر تأثيراً في المشهد الريفي،بلغ عدد هذه القرى في كربلاء(51 قرية)، موزعة بشكل متفاوت بين الأقضية، يتصدر قضاء الهندية المرتبة الأولى من حيث عدد هذه القرى بنسبة(76%)، يليه قضاء المركز بنسبة( 20%)، ثم قضاء عين التمر بنسبة متواضعة بلغت(4%)،هذه القرى تمثل مراكز حيوية للنشاط الزراعي بفضل الكثافة السكانية التي تسهم في زيادة الإنتاج وتنويع المحاصيل.
2-القرى الزراعية المتوسطة:- التي يتراوح عدد سكانها بين(501 و1000) نسمة، تأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد، حيث سجلت المحافظة(67)قرية من هذا النوع، يُظهر قضاء الهندية مرة أخرى تفوقاً ملحوظاً بنسبة(64%)من إجمالي القرى المتوسطة، يليه قضاء المركز بنسبة(30%)، بينما كان نصيب قضاء عين التمر الأدنى بنسبة(6%)، هذا النوع من القرى يعكس مرحلة انتقالية بين التجمعات الكبيرة والصغيرة، حيث يجمع بين التوسع في النشاط الزراعي وتوافر عدد معقول من السكان.
3-القرى الزراعية الصغيرة:- التي يتراوح حجمها السكاني بين( 250 و500 )نسمة، تعبر عن نمط حياة أكثر ارتباطاً بالطبيعة البسيطة، بلغ عدد هذه القرى(66)قرية، تركزت بشكل أكبر في قضاء المركز الذي استحوذ على(48%) منها، يليه قضاء الهندية بنسبة(39%)، وأخيراً قضاء عين التمر بنسبة (12%)،على الرغم من صغر حجمها، فإن هذه القرى تشكل نواة للاستقرار الريفي وتعكس جهود سكانها في مواجهة التحديات البيئية والجغرافية.
الاستقرار الريفي في كربلاء لا يقتصر على الأرقام والإحصاءات، بل يمثل تجسيداً حياً لعلاقة الإنسان ببيئته حيث يعكس هذا التنوع في أحجام القرى وتوزيعها في كربلاء قدرة سكان الريف على التكيف مع المعطيات الطبيعية لتحقيق الاستقرار والأمان.


راجع
د.رياض كاظم الجميلي،كربلاء في منظور الدراسات الحضرية،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2023،ط1،ج1،ص175

Facebook Facebook Twitter Whatsapp