وضعت الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً، وقد استقبلها أهل البيت وسائر الصحابة بمزيد من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين على وليدته المراسيم الشرعية، فأذّن في أذنها اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كان أول صوت قرع سمعها هو: (الله أكبر، لا إله إلا الله).
حملت الزهراء (ع) وليدتها المباركة إلى الإمام فأخذها وجعل يقبلها، والتفتت إليه فقالت له: (سمّ هذه المولودة). فأجابها الإمام بأدب وتواضع: (ما كنت لأسبق رسول الله (ص). وعرض الإمام على النبي (ص) أن يسميها، فقال"ما كنت لأسبق ربّي". وهبط رسول السماء على النبي (ص)، فقال له: (سمّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم).
اختلف المؤرخون والرواة في ولادة عقيلة آل أبي طالب، منهم من قال ولادة السيدة في السنة الخامسة من الهجرة في شهر جمادى الأولى، ومنهم من قال السنة السادسة من الهجرة. (والذي يترجح هو أن ولادة زينب كانت في السنة الخامسة من الهجرة).
من أبرز فضائلها النفسية وكمالاتها الأخلاقية زهدها في الدنيا فقد نبذت جميع زينتها ومباهجها مقتدية بأبيها الذي طلق الدنيا ثلاثاً لا رجعة له فيها، ومقتدية بأمها سيدة نساء العالمين الزهراء (ع).
وقد طلقت الدنيا وزهدت فيها وذلك بمصاحبتها لأخيها أبي الأحرار(ع). فقد علمت أنه سيستشهد في كربلاء أخبرها بذلك أبوها، آثرت القيام مع أخيها لنصرة الإسلام والذبّ عن مبادئه وقيمه، وهي على علم بما تشاهده من مصرع أخيها، وما يجري عليها بالذات من الأسر والذل.
المصادر