ألقى مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ عبد الأمير القريشي محاضرة علمية في مقر رابطة الأكاديميين الشيعة في مدينة هامبورغ الألمانية، بحضور جمع كبير من الأكاديميين الشيعة هناك.
وبين الأستاذ القريشي أهمية العلم في بناء المجتمعات ورفعة الأمم، ومما جاء في محاضرته:
"يُعتبر العلم البوصلة التي تقود الإنسان نحو النور والمعرفة، وهو الأساس لتطور الحضارات والمجتمعات، وبه يكسب الفرد الاحترام والتقدير. كما أن العلم يُعزز من قدرة المجتمعات على التكيف مع متطلبات الحياة، ويُساعد في بناء جيل متعلم وواعٍ، وهو السبيل لتحقيق التقدم والازدهار في المجالات كافة".
وأشار مدير المركز إلى أن المقصود بالعلم هنا ليس العلم الشرعي الديني فقط، وإنما كل علم نافع مفيد يسهم في التقدم الحضاري والإثراء المعرفي، ويقوي ويعزز قدرة المجتمع.. سواء كان من العلوم الدينية أو العلوم المادية التجريبية كالطب والهندسة والاقتصاد والتجارة، أو العلوم الإنسانية والاجتماعية. وقد جعل الله اكتساب هذه العلوم من الواجبات الكفائية التي تطالب الأمة بها في مجموعها.
كما أكد أن الدول التي تسيطر على العالم وتتحكم فيه إنما تسيطر عليه بالعلم والتكنولوجيا والتقدم، وقال في هذا السياق:" بالعلم بنت هذه الدول قوتها الاقتصادية، وأنتجت من الحاجيات ما لا يستغني عنه الآخرون، وبالعلم صنعت رفاهيتها الاجتماعية فعاشت شعوبها في رخاء وسلام، وسعادة واطمئنان. وبالعلم بنت قوتها الحربية والعسكرية التي أرعبت بها الناس وأرغمت أنوف أعدائها، ودافعت عن مصالحها، وتحكمت في غيرها من البلدان".
ثم تطرق إلى التطور العلمي التكنولوجي قائلاً: "في هذا الوقت الذي أصبح فيه العالم كله قرية صغيرة، نجد أن هنالك ضرورة كبيرة لمواكبة هذا التطور الكبير وخاصة بمجال العلوم التكنولوجية، فاليوم هو يوم التنافس العلمي، حيث تتسابق الدول المتقدمة في أخذ شارة التقدم العلمي، والتقني في الاختراعات الحديثة، وكل بلد لا يعتمد العلم سبيلاً لرفعته ونهضته وتقدمه هو بلد فاشل ضائع ومهزوم.
وفي الختام، شارك عدد من الأساتذة الحضور بمداخلات قيمة أثرت موضوع المحاضرة، وقدموا شكرهم وثناءهم للعتبة الحسينية المقدسة ومركز كربلاء للدراسات والبحوث على اهتمامهم بأوضاع الشيعة والمسلمين في القارة الأوربية، ورعايتهم وتواصلهم المستمر مع الكفاءات العلمية والأكاديمية في مختلف دول هذه القارة، ومن بينها جمهورية المانيا الاتحادية.