إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
التعجل في إثبات الشيء قبل التأكد اللزم منه، لعدم الصبر على البحث والتأني في الاستنتاج، وقد طبع الانسان على الاستعجال قال سبحانه وتعالى ( وكان الانسان عجولاً) وقال ( يا أيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ومن هذا الباب حصول الإدراك من جهة عناية الانسان بالنفي والاثبات في موضوع لم يستوف الاطلاع عليه ولا تحضره معلومات كافيه عنه، او نقل خبر لا يحيط بخصوصياته، فيضطر الى البت بشيء فيه والبناء عليه، فيكون الادراك مستعجلاً غير مبني على مقومات موضوعية.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص193