من الواضح والمعلوم لدى الجميع أن معيار امتهان أو احتراف أية مهنة أو حرفة هو التوفر على كفاءات معينة وامتلاك بعض المؤهلات أو الطاقات التي ينبغي على المتقدم للمزاولة أن يظهرها ليثبت الجاهزية والاستعداد التام لمزاولة المهنة بإمكانية فائقة ويتعهد بالالتزام ببعض الضوابط أو الشروط التي توضع وتفرض على الممارس ليتقيد بها ولعلها تكون كفيلة بنجاح الممتهن أو المحترف أو فشله.
هذا السياق صار حقيقة ملموسة لا غبار عليها ولا تقتصر على حرفة دون أخرى وحين تحتم علينا بعض الملامح أن ندرج ممارسة الإنشاد في حقل المهن أو الحرف وهي كذلك فلا شك إنها لا تبتعد عن شمولية هذه الحقيقة.
فالإنشاد هو مهنة لها معاييرها وشرائطها واقتحام عالمها يستلزم هو الآخر امتلاك مؤهلات واستعداد وجاهزية لمزاولة المهنة.
وقد أسس الرواديد الأوائل مدرسة إنشاديه عظيمة أشرعت أبوابها لمن يريد أن يساهم في الخدمة الحسينية ويتفاعل مع القضية.
ولا شك إن أية ظاهرة أو أية فكرة أو نظرية يحدد قوة ومدة صمودها وثباتها وبقائها على خارطة الواقع لفترة أطول. نسبة القبول والرضا أو هي الرفض بقناعة تامة.
لكن الانشودة الحسينة بقيت صامدة بمضامينها التي تجسد عظمة شخصية الامام الحسين (عليه السلام) ومقاومته للظلم والطغيان وإرساء أسس العدالة.