الليدي درور (أو دراور)، سيده إنكليزية زارت العراق في بداية الحكم الملكي في العراق، وكتبت عنه كتابها (By Tigris and Euphrates) (بين دجلة والفرات)، والذي ترجمه الأستاذ فؤاد جميل بعنوان (في بلاد النهرين، صور وخواطر).
وكان صدور كتاب داور سنه 1923 م، وقد أكدت المؤلفة في مقدمتها أن كتابها هذا لا ينطوي على فكرة سياسية، لأنها لم تكن من المعنيين بالسياسة وإنما انصب الكتاب على قضايا تتصل بحياة شعب كانت معقده ومتباينة تبايناً لاحد له ولانهاية.
وذكرت درور في كتابها، إن "وصف المقاهي في كربلاء وعدد المقاهي في كربلاء أكبر من عددها في النجف، إنها تكسب شوارع المدينة مسحة محببة، كما إن جدران المقاهي مزينة بالصور، ولقد لحظت منها سلسلة تمثل قصة (رستم وسوهراب) ووقائع حربية، ومناظر في "الحريم" وما إلى ذلك. كما أني رأيت صورة طير كبير له رأس امرأة، ولعله (سمرك) المذكور في الاساطير الفارسية. وهناك صورة أخرى مستوحاة من الاساطير والتاريخ ايضا".
واضافت "وعلى مقربة من باب الحلة مقهى يختلف اليه كثير من "السادة" إنهم يجلسون فيه بعمائمهم الخضراء الزاهية ويحتسون القهوة، وفوق رؤوسهم بلبل يشدو في قفص، انه منظر يمتع الناظرين".
واشارت الليدي درور "واستضافتنا في كربلاء امرأتان مسلمتان، احداهن زوج تاجر، والأخرى أمه، اما الزوجة ففتاة جميلة في عفرة العمر، وهي تشد حول رأسها "عصابه" سوداء تلامس حاجبيها، وتتدلى من رأسها جديلتان سوداوان مخضبتان بالحناء، وتقع كل جديلة على جنبة من جانبي وجهها أما الام فامرأة ذكيه لطيفة تعنى بتتبع سير الرجال وأخبار السياسة، وعلى الرغم من أنها لم تغادر وصيد الباب، والمرأتان ليستا متبرمتين بسجنهما البيتي، إنهن يرددن قائلات: "انها التقاليد" ونحن بها راضيات وإليها مطمئنات لها".
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص226-235.