تتميز أواخر أيام رمضان المبارك بالابتهاج والفرحة لقرب حلول عيد الفطر وبنفس الوقت تحزن الناس لوداع هذه الشهر الفضيل.
تستعد الناس لشراء الحلويات وزيارة الحلاقين وذلك لحلاقة ما يطلع عليها (حلاقة العيد) وكذلك يشترون الملابس الجديدة احتفالاً بحلول العيد المبارك والذهاب الى الخياطين لتفصيل الدشاديش البيضاء والملابس وتجهيز طلبات الناس.
إن البزازون ترى حوانيتهم قد جُهزت بأحدث الأقمشة الجديدة ذات الاشكال والألوان البراقة، وترى الناس مزدحمين في حوانيت سوق التجار الكبير وسوق العرب، وتكاد تكون أعمالهم منحصرة في أماسي رمضان بعكس النهار، حيث تكون الأعمال شبه معطله.
أما الحمامات فأنها تبقى مفتوحة طيلة شهر رمضان ليلاً، وتزدحم ازدحاماً شديداً ليلة العيد، وقد يضطر صاحب الحمام أن يجعل درجة غليان الماء عالية بحيث لا يطاق جو الحمام من شدة الحر مما يسبب خروج الناس والاستحمام بسرعة، حتى يفسحوا المجال لغيرهم، هذا إذا كان الوقت شتاءً، أما في الصيف فيلجأ الناس الى الانهار أو الغسل في البيوت.
وكانت أخريات رمضان تمتاز بصوت عذب وهو صوت المؤذن وقت الغروب او في السحور وهو ينادي (الوداع .. الوداع .. يا شهر رمضان .. الوداع يا شهر الطاعة والغفران .. الخ) وعندما تشرق الشمس فتعلن نهاية الشهر الفضيل، فيصعد الناس على سطوح المنازل والمرتفعات العالية لرؤية هلال شوال، وما أن لاح لهم بزوغه حتى تبادلوا التهاني، معلنين الفرحة والبهجة بالعيد السعيد داعين الله أن يعيده عليهم كل عام بالخير والبركات.
وفي ليلة العيد يعقد احتفال شعبي ضخم في الساحة الامامية لباب قبلة العباس (عليه السلام)، يلقى في الشاعر الشعبي المعروف (عبد الأمير الترجمان) وينشد الأهازيج الدينية والاستقبالية للعيد بصوت شجي يسحر الآذان.