في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، جاءت كربلاء أميرة هندية حسناء من أميرات الهند الشهيرات اسمها (تاج دار باهو)، جاءت بدافعين أساسيين، الأول هو مجاورة سيد الشهداء (عليه السلام) لشهرين من كل عام وهما شهرا محرم وصفر.
أما السبب الثاني هو المنافسة الإيجابية بينها وبين تاج محل (أميرة هندية اخرى أكثر شهرة من (تاج دار باهو)، وهي صاحبة المقبرة الشهيرة في الهند التي هي من عجائب الدنيا السبع.
المنافسة هنا هي على الخير والبر والتقوى، من خلال توزيع الطعام لكل قادم وخارج من المدينة المقدسة، من أفخر الأطعمة والأشربة، فقد امتزجت النكهة الهندية على أنواع الأطعمة الآسيوية، فكانت حديثاً لكل قريب أو بعيد ومما يجدر ذكره أن هذه الأميرة تاج دار باهو كانت تشجع على نشر الفضيلة والمعرفة الدينية الحقيقية التي يرتضيها الله والعقل والمنطق.
وقد ذكر المعمر المعروف المرحوم الحاج جواد المعمار (معمار الروضتين) الذي عاصر الأميرة في شبابه، قال، أنها "كانت تجلب معها في كل عام فرساً ناصع البياض، يوضع عليه جناحان، الأيمن من الذهب والأيسر من الفضة وكلاهما مطعمان بالأحجار الكريمة، ليستعرض هذا الفرس في يوم العاشر من محرم الحرام خلال موكب عزاء الأميرة من باهو الأمام باره (حسينية تاج دار باهو) إلى الصحن الحسيني الشريف ثم الى المخيم وانتهاء بالروضة العباسية حتى يعود إلى الحسينية وبعدها ينزع الجناحان ثم يباعا لتوزيع المبالغ بكاملها على الفقراء والمحتاجين".
من الأطعمة الشهيرة التي توزع في مجلسها نوع يسمى (البرياني)، أما الأشربة فأشهرها الحليب المطعم بالزعفران والفستق والسكر، وقد خصصت الأميرة في أهم موقع من مواقع الدار أيواناً كان مغلّفاً بالمرايا والزخارف الإسلامية المطعمة بالفسيفساء والأحجار الكريمة الملونة، كانت تستقبل في هذا الإيوان، الوافدين والوافدات للسلام عليها والتبرك بمجلسها.
المصدر || حكايات من كربلاء – سلمان عبد الهادي آل طعمة – من ص7 الى ص10.