عرف التاريخ البشري منذ القدم حرفة الصياغة والتي تقوم على تحويل المعادن إلى قطع من الحلي والمخشلات وقد يضيف صاحب الحرفة والمعروف محلياً بـ "الصائغ" مواد أخرى بزخرفتها مثل الأحجار الثمينة كالزمرد والياقوت واللؤلؤ ويطلق على هذا العمل بـ فن تصنيع المجوهرات.
وذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، في الصفحة (١٠٢) من المحور الاجتماعي الجزء الاول إن "مدينة كربلاء المقدسة أشتهرت بهذه المهنة من حيث الورش الموجودة فيها لصياغة الذهب باشكاله وإحجامه المختلفة"، موضحة إن "المدينة كانت تزخر طوال فصول السنة بدكاكين ومحال كثيرة يعمل فيها مختصون مهره في مجال صياغة وبيع وشراء الذهب، ويعد سوق الذهب المقابل لباب الأمام الحسين عليه للسلام من جهة مرقد ابي الفضل العباس عليه السلام من ابرز أسواق صياغة الذهب بأنواعه فضلاً عن عمارة السوق العربي المشهورة بمحال الصاغة والورش ".
وأضافت "قد برع في المدينة أشخاص معدودين ممن توارث المهنة عن آبائهم ومنهم ورشة الحاج عبد الصاحب النصراوي، و ورشة نعمة البازي وأولاده، و ورشة السيد محمد علي نصرالله، والسيد كاظم نصر الله، ونجح الصاغة في كربلاء بالنحت على الذهب بشكل لافت و تكوين مدرسة فنية رائدة ذات ملامح مستوحاة من تراث المدينة الروحي تميزها عن بقية المدن الأخرى ."
وأشارت الموسوعة الى إن "الرحالة لوفتس عند زيارته مدينة كربلاء سنة ١٨٥٣ م وصف الصاغة فيها قائلاً ( تشتهر بصناعة المصوغات المخرمة والحفر المتقن على الأصداف المستخرجة من مغاصات البحرين في الخليج)".