حظيت مدينة كربلاء المقدسة خلال فترة الخمسينيات والستينيات بنشاط واسع للأدب والثقافة بذلت فيه جهود جبارة من قبل العاملين في هذا المجال، فقد حفظت كربلاء شعلة الثقافة والأدب وأنارت منارة العلم والمعرفة.
إذا قيل إن كربلاء بلدة العلم والعلماء، فالفضل يعود إليهم، سيما أن أساتذة الحوزة يعلمون العربية في المدارس الدينية، فضلا عن الشباب الكربلائي الذي قدم خدمات مشكورة لاحد لها في هذا الجانب، فتكاثرت وسائل التعليم وشيدت المدارس شيئاً فشيئاً وعلت درجة التعليم.
اتفق بعض الأدباء بأن يعقدوا ندوات عده يتداولون شؤون الأدب، ويتناشدون المنظوم والمنثور، وعلى أثر ذلك الاتفاق، إنطلقت عدة ندوات ورابطات، أهمها، (ندوة الشباب العربي والتي تأسست عام١٩٤٠م)، و(رابطة الفرات الأوسط) التي تأسست (١٩٥٦ - ١٩٥٩م) و(ندوة الخميس) (١٩٦٧-١٩٦٨)، وجميعها يفد إليها أهل الفضل والأدب والمحيطون بالمعارف العلمية على اختلاف أنواعها.
كما إن هناك عدداً من محبي الأدب والثقافة يحرصون على تمهيد الطريق للنهوض بهذا الدور الذي يلعبه المثقفون، فهم يقيمون الحفلات في المناسبات الدينية كالمهرجان العالمي الذي عقد منذ مفتتح الستينيات في ولادة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مدينة كربلاء، إذ شارك فيه شعراء القطر البارزون ومن لبنان والأردن على اختلاف مللهم ونحلهم ومستوياتهم، وغيرها من المناسبات الوطنية والقومية.
من أهم النوابع الذين لمعوا في سماء المدينة هم العلامة السيد محمد جعفر الحسيني والحاج محمد حسن أبو المحاسن والشيخ محسن أبو الحب والشيخ عبد الحسين الحويزي، والأديب أحمد حامد الصراف والشاعر محمد القريني والشاعر مظهر اطيمش والشاعر مهدي جاسم والشاعر صالح جواد آل طعمة والدكتور عبد الجواد الكيلدار آل طعمة والدكتور محمد جواد رضا والشاعر رضا صادق النقيب والكاتب مرتضى مصطفى الموسوي والكاتب حسين فهمي الخزرجي والكتاب حسن عبد الأمير والكاتب الدكتور موسى حكمت والكتاب عباس علوان الصالح والكاتب تقي المصعبي والشاعر مرتضى الوهاب والشاعر عباس أبو الطوس والشاعر سلمان هادي آل طعمة والشاعر علي محمد الحائري والشاعر هادي محمد الشربتي والشاعر مرتضى القزويني والشاعر صدر الدين الشهرستاني وآخرون غيرهم من المبدعين الشعراء والمثقفين والمؤرخين والناقدين والمترجمين والقصاصين والمسرحيين الذين عرفتهم الساحة الكربلائية بعد أن ملأوا القلوب والأسماء بأغاريدهم الساحرة وفنونهم الجميلة وآثارهم الخالدة.
المصدر || سلسلة إصدارات المركز – ادباء كربلاء المعاصرون – كامل رحيم الكيال – من ص5 الى ص7