وصف الصحفي (ميلتون فايورست)، ان "حجم الدمار والخراب الذي حل بمدينة كربلاء المقدسة قائلا: مقارنة بتسوية المدن بالأرض والذي حدث في الحرب العالمية الثانية، والدمار الذي حل بالضريحين المقدسين للامام الحسين والعباس عليهما السلام فان هذا الدمار كان اكثر بكثير مما لحق بالكاتدرئيات، وعلى ما يظهر لم تسلم جميع احياء المدينة من التدمير، ان وجود الفتحات الكبيرة كانت من نتائج القصف بالدبابات، واما الفتحات الصغيرة ،وما سقط من قطع الاسمنت، فهي دليل الإصابات بالأسلحة الاوتوماتيكية الصغيرة، ويظهر الحطام وجود مقاومة من منطقة الى أخرى، ان لم يكن من بيت الى بيت، وان الإصابات كثيرة".
وأضاف (فرانسو اشيبو)، من صحيفة اللوموند ان "الهدم استمر لمدة ثلاثة أشهر كما لاحظ: لقد كانت الجرافات تعمل باستمرار لرفع الأنقاض المحيطة بالمساجد وتدل تلك المشاهد على شدة العنف الذي ساد الاشتباكات، اذ تسببت بمقتل الالاف من كلا المعارضين لنظام البعث، كما هدمت العمارات المتاخمة في الشوارع التي كانت تعج بالحوانيت التي تعرض الهداية التذكارية حيث تحولت كل تلك الأبنية الى منطقة خالية فسيحة تحيط العتبتين المقدستين".
ان الانتفاضة الشعبانية تعد الثورة الأولى في تاريخ العراق الحديث حيث فاقت في تضحياتها ثورة العشرين وتحدت اقوى سلطة مستبدة عرفت بممارستها الوحشية واساليبها القمعية من بطش وتعذيب ضد المعارضين وهي أفعال لم تعرفها الإنسانية في تاريخها، قدمت فيها محافظات العراق الثائرة الالاف الضحايا والشهداء والمعتقلين والمهجرين، بعد ان قادت الانتفاضة دون أي تدخل خارجي لا من المعارضة ولا من غيرها وظلت الجماهير في الداخل تقاتل وحدها دون أي اسناد يذكر في ثورة عفوية شعبية حتى ان القيادات التي قادت الانتفاضة في المحافظات كانت وليدة اللحظة.
عبد الأمير عزيز القريشي، تاريخ مرقد العباس عليه السلام، ج2، غير مطبوع