تتبوأ كربلاء مكانة سامية من بين أهم وأشهر المدن الدينية المقدسة في العراق والعالم الإسلامي، كما تتميز بين العديد من المدن التاريخية بأنها كانت على مر العصور التي سبقت الاسلام مركزاً للعبادة وأرضاً مقدسة لديانات مختلفة وأقوام متعددة، لاسيما في العصرين البابلي والكلداني، وسكناً للمسيحيين وغيرهم، وبالخصوص في المنطقة الواقعة الى الشمال الغربي منها، وان ارضها وامتداداتها كانت تشكل مهد التحضر والتمدن، ومازالت آثار العديد من الكنائس ومعالم الحضارة الانسانية شاهداً على تلك الحقبة الزمنية من تاريخ هذه المدينة المقدسة، وقد أضحت مدينة كربلاء المقدسة خلال فترات زمنية متوالية من تاريخها الاسلامي مركزاً من مراكز العلم والأدب والثقافة والفنون.
من بين هذه الآثار المهمة، كهوف الطار ويعود هذا الموقع المهم الذي اشارت اليه معظم الكتب التاريخية التي تحدثت عن تاريخ مدينة كربلاء المشرف الى أكثر من خمسة آلاف عام، ويقع هذا الأثر في منتصف الطريق الى قصر الاخيضر ومكانه فوق تل صخري يبعد حوالي (۳۰) كم عن مدينة كربلاء ومسافة (١٥) كم شمال شرق قصر الاخيضر ولا تزال آثاره باقية الى يومنا هذا إلا أنه تعرض للإهمال.
ومن الجدير بالذكر فأن مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعمل بشكل مستمر للحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي وتأمين عبوره للمستقبل ليصل بأنصع صورة.