اقتصر التعليم النسوي على بعض النساء المتعلمات يلقبن بـ (الملة)، اللواتي يقمن بتعليم البنات القرآن الكريم فقط وعلى شكل دورات صغيرة أو حلقات دراسية، اذ لم ينل التعليم الابتدائي للبنات في كربلاء أي اهتمام من قبل الحكومة العثمانية، على الرغم من تأكيد قانون المعارف على ضرورة افتتاح مدرسة ابتدائية في كل ولاية أو قضاء وحسب الحاجة.
اذ واجه مشكلة كبيرة تمثلت بقلة المعلمات المؤهلات للتعليم ونظراً لعدم وجود معلمات عراقيات آنذاك، فقد استعين بزوجات الموظفين الأتراك الموجودين في العراق، لتدريس اللغة التركية ممن تتوفر فيهن بعض المؤهلات المهنية والفنية، كما استعين بزوجات بعض الأجانب في التدريس اللغات وتعليم الخياطة والتطريز، كما منعت طبيعة المجتمع الكربلائي المنغلق والمحافظ، الأهالي من إرسال بناتهم إلى تلك المدارس
ولم تغير دعوات بعض مثقفي العراق أمثال الشاعر جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي ومحمد رضا الشبيبي، النظرة السائدة للمرأة في المجتمع العراقي آنذاك الى ضرورة تعليم النساء، لذلك لم يكن أمام الراغبات بالتعليم من العوائل المنفتحة وسيلة سوى الالتحاق بمدارس البنين الابتدائية وهذا مالم يحدث في مدينة كربلاء.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية – المحور التاريخي – قسم التاريخ الحديث المعاصر – الجزء 5/1