قدَّرت المصادر العثمانية في عام 1841م عدد الجنائز التي كانت تصل إلى مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ما بين (500 -1000) جنازة سنويا ً، وكانت الحكومة العثمانية تسعى إلى إدخال الرسوم التي يتم فرضها على نقل هذه الجنائز إلى خزانة الدولة. وقد قدّر الرحالة الانجليزي لوفتس حينما زار مدينة النجف الاشرف عام 1853م عدد الجنائز التي يتم نقلها إلى المدينة بحوالي (8000) جنازة سنوياً. كما وصف الرحالة جون أشر نقل الجنائز إلى مدينة كربلاء حينما زارها في أواخر شهر كانون الأول عام 1864م قائلاً: " ... إن ساحة الصحن المحيط بالضريح المقدس ، والمحاطة هي نفسها بالبيوت ، لم تكن مبلطة. وأن جنائز المتنفذين من الشيعة والموسرين الذين كان بوسعهم دفع الرسوم والمصاريف المطلوبة كانت تدفن فيه، فإن ثمن هذا الامتياز يمكن أن يكلف مبلغاً كبيراً جداً من المال في بعض الأحيان، ومن الممكن في بعض الحالات دفن الناس بالقرب من الضريح المطهر كذلك بعد دفع مبالغ باهظة. لكن المألوف هو أن تزوّر الجنائز التي يؤتى بها إلى كربلاء ويطاف بها حول الضريح المقدس، ثم تؤخذ للدفن في أي مكان آخر في المقابر المعروفة".
وأضاف بالقول: " وتجبي الحكومة التركية (العثمانية) ضريبة قليلة على الجنائز في باب البلدة، لكن محاولات كثيرة كانت تجري بين الحين وآخر للتهرب من دفع الضريبة هذه بطرق شتى، أن الجهات المسؤولة في باب المدينة لا تسمح بإدخال عدد كبير من الجنائز إلى البلدة مرة واحدة ، لأنها تصل بأعداد كبيرة في بعض المواسم بحيث يؤدي دخولها إلى انتشار الأمراض وازدحام الطرق والأزقة في داخل البلدة بها. فقد تصل في قافلة واحدة من إيران ألف جنازة وفي وقت واحد، وكل واحدة منها يكون في صحبتها شخص أو أكثر من أقارب المتوفى".
وفي عهد والي بغداد مدحت باشا وصل عدد الجنائز التي نقلت إلى مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة حوالي ما بين (5000 – 6000) جنازة. وفي عام 1889م وصل عدد الجنائز المنقولة من إيران إلى (5620)، وفي عام 1890 وصل عددها إلى (9754) جنازة. وفي عام 1911م بلغ عدد الجنائز التي تُنقل إلى مدينة النجف الاشرف حوالي (6000) جنازة سنوياً.
المصدر/ مركز كربلاء للدراسات والبحوث، مجلة السبط، السنة السادسة، المجلد السادس، العدد الثاني، ص 44- 45.