تمتلك أرض العراق طبيعة ضخمة وثروات وفيرة جعلته محطاً لأنظار الشعوب، اذ وهبها الله جل وعلا من الخيرات ما لم تحتويها غيرها من البلدان وبفضل تلك الخيرات فقد تكاملت عوامل صنع الحضارة على هذه الأرض المقدسة ومن هذه العوامل وفرة المياه التي تعد العمود الفقري لأي نشاط بشري وقد ارتبط بالعراق اسما نهري دجلة والفرات، اذ أصبح اسم بلاد النهرين ووادي الرافدين مصطلحاً معروفاً يطلق على العراق.
من هذين النهرين، نهر الفرات الذي اكتسب صفة القداسة لإرتباطه بقضية الحسين (عليه السلام)، فحرمانه من شرب ماء الفرات ولّد حسرة في قلوب الناس.
إن التاريخ لم يحدثنا عن استخدام الماء كسلاح ضد العزّل من النساء والأطفال كما جرى في واقعة كربلاء، فقد منع الماء عن معسكر الامام الحسين (عليه السلام) طيلة ثلاث أيام من أيام الصيف الملتهبة ورافق ذلك من كثافة عسكرية تجمعت بأسلحتها وعتادها لمحاربة سليل النبوة والخط المحمدي الأصيل.
معنى ذلك إن خطة منع الماء عن الامام الحسين (عليه السلام) لم تكن آنية اقتضتها ظروف الواقع في كربلاء، بل كانت خطة مدبرة من اشخاص يعرفون أرض المعركة.
قضية حرمان الامام الحسين (عليه السلام) من ماء الفرات قبل استشهاده وعطش عياله وفقدان كفي قمر بني هاشم العباس بن علي (عليه السلام) واستشهاده وهو يحمل قربة الماء، جعل هذا النهر يرتبط ارتباطاً وثيقاُ بالقضية الحسينية ليكون شاهداً على واقعة الطف.