في الثاني عشر من حزيران 1921، غادر الأمير "فيصل الأول بن حسين بن علي الهاشمي"، محل إقامته السابق في مدينة مكة المكرمة في طريقه إلى العراق بغرض تتويجه ملكاً للبلاد كنتيجةٍ لمؤتمر القاهرة سنة 1920 الذي دعت اليه سلطات الاحتلال البريطانية على أثر الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها على أيدي أبطال ثورة العشرين في محافظات الوسط والجنوب العراقية.
وتذكر المصادر التاريخية وصول "فيصل الأول" إلى البصرة في 23 حزيران، قبل توجهه منها الى أداء مراسيم الزيارة في مدينتيّ كربلاء والنجف المقدستيّن، حيث كان الترحيب الشعبي به "بارداً" أو "غير مبالٍ" إن لم يكن "معادٍ" على غرار ما واجهه في البصرة قبلها والنجف بعدها بحسب تلك المصادر، نظراً لعلم الأهالي باليد البريطانية الخفية في عملية الترشيح هذه رغم محاولات سلطات الاحتلال آنذاك، التنصل منها ظاهرياً (1).
يذكر أن "فيصل" المولود في مدينة "الطائف" بالحجاز، كان قد وصل إلى بغداد في 30 حزيران 1921، حيث تم الترحيب به رسمياً من قبل المندوب السامي البريطاني في العراق "السير بيرسي كوكس" والجنرال "هالدن" قائد قوات الاحتلال في العراق والمستشرقة البريطانية الشهيرة "غيرترود لوثيان بيل".
المصدر:
(1) كتاب "غيرترود بيل: مستكشفة الشرق الأوسط": للباحثة الأمريكية "هيذر لير فاغنر"، المجلد 6، ص86 لسنة (2004).