هو عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بـ "عبدالله الرضيع" أو "علي الأصغر" والذي يعدّ أصغر شهداء فاجعة الطف على الإطلاق، حيث كان عمره الشريف لحظة إستشهاده بين يدي والده بسبب سهم أطلقه عليه "حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي"، لا يتجاوز الستة أشهر(1).
ولد الرضيع الطاهر في التاسع من شهر رجب عام 60 هـ لأمّ تعدّ من بين أشرف نساء عصرها وهي "الرباب بنت امرئ القيس بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن حكيم الكلبي"، وكان لإستشهاده غصّةً في حلق والده سيد الشهداء "ع" الى درجة أنه وصف أزلام الطاغية يزيد الذي رفضوا منح هذا الطفل شربة ماء بالقول مخاطباً إياه "الويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم"(2).
وتذكر بعض المصادر أن الإمام أبي عبد الله الحسين "ع" كان قد نزل عن فرسه بعد إستشهاد طفله الرضيع وحفرَ له بجفن سيفه ودَفنَه مرمّلاً بدمه وصلّى عليه، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه وضعه مع قتلى أهل بيته، حيث يمكن في الوقت الراهن ملاحظة موضع إستشهاد عبد الله الرضيع "ع" في إحدى الأزقة المتشعبة من شارع السدرة بالقرب من موضع إستشهاد أخيه علي الأكبر شبيه رسول الله "ص" والواقعان على مسافة قريبة من مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في صورة تعكس لدى متلقيها مشاهد واضحةً جليةً عن واقعة كربلاء التاريخية وما جرى فيها لأهل بيت نبي الإنسانية محمد "ص" (3).
____________
المصادر:
(1) مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي: لمؤلفه الشيخ عزيز الله العطاردي ج2 ص 135.
(2) المصدر: لمؤلفه أبو عليّ محمّد البلعميّ, ج 4, ص 710.
(3) الإرشاد للمفيد، ص 250.