أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة السبت 16 / 3 / 2024 ندوة ثقافية بعنوان (التراث الكربلائي في شهر رمضان)، وبحضور شخصيات اجتماعية وأكاديمية وعلمية وأدبية.
أدار الأمسية التي أقيمت بعد الإفطار على قاعة المركز الشيخ سليم الجبوري، حيث استهلَّ الأمسية بقول الخوارزمي: "أغبط أهل العراق لأنَّ كربلاء تعيش في ثناياهم" وتحدث عن أهمية الذاكرة الرمضانية، مستعرضاً حضورها في المطبوعات والأدبيات العربية.
وقرأ المؤرخ الدكتور سلمان هادي آل طعمة ورقة ركز فيها على سرديات المجالس الرمضانية الكربلائية التي حضرت فيها النقاشات الفكرية والإسلامية في مناسبات مولد الإمام الحسن، واستشهاد الإمام علي عليهما السلام، والتي كان يقرأ فيهما الخطيب الشيخ عبد الزهراء الكعبي، وما يرافق تلك الجلسات من بعض القصص الاجتماعية الجانبية، ومنها مشاركة الشاعر عباس أبو الطوس في تلك المناسبات بقصائد تتضمن المناسبة، ثم تنتقل إلى الغرض السياسي فينتهي به الحال إلى السجن، قبل أن تتدخل الشخصيات الاجتماعية لإطلاق سراحه.
أمّا المؤرخ سعيد رشيد زميزم فتحدث عن الطقوس الاجتماعية للكربلائيين في شهر رمضان المبارك، وعن خصوصية تلك الطقوس التي تميز كربلاء عن غيرها من المدن، ومنها قيام العوائل الكربلائية الميسورة بعمل وجبات إفطار لرجال الدين من طلبة الحوزة العلمية، وهو ما يعكس وعي المجتمع الكربلائي بأهمية دور طلبة العلم.
فتح بعدها مقدم الأمسية باب المداخلات، وكان الأستاذ عبد الأمير القريشي مدير المركز أوّل المتداخلين، حيث أبدى سعادته بحضور النخب الاجتماعية والعلمية والثقافية في كربلاء للأمسية. وقال إنَّ كربلاء ملتقى لكثير من الثقافات بحكم استقبالها للزائرين من مدن أخرى ودول أخرى، مؤكداً سعي المركز في المحافظة على هذا الموروث الكبير، كجزء من الوقوف بوجه الهجمة التي تريد انتهاك هذا التراث، وسلخ المدينة من خصوصيتها عبر ثقافات دخيلة.
تداخل بعده الشاعر والاعلامي حسن الفتال، حيث تحدث عن ضرورة حفظ هذا التراث وتدوينه من قبل أشخاص عايشوا هذا الموروث لإلمامهم بكل تفاصيله وجزئياته.
وكانت للسيد عادل الهاشمي مداخلة حول أهمية الحديث عن تراث كربلاء في فترات تعمدت تغييب هذا التراث خصوصاً في الستينات والسبعينات.
وقال الأستاذ الدكتور حامد صدقي في مداخلته إن من الضروري نقل هذه الندوات إلى حيث تواجد الأجيال الشبابية في الجامعات والروابط والأندية الثقافية، وكذلك لابد من تأطير حفظ الموروث بإطار علمي أكاديمي؛ ليتم تأصيله بما ينسجم مع قيمته.
آخر المتداخلين كان الصحفي حامد عبد الخالق، حيث اقترح توثيق التراث بشكل رقمي لهيمنة الواقع الرقمي، وفاعلية منصات التواصل.
وفي ختام الأمسية وزع السيد مدير المركز شهادات تقديرية على المحاضرين في الندوة، فضلاً عن درع المركز الذي مُنِح لقناة كربلاء الفضائية لمواكبتها فعاليات وأنشطة المركز.