برعاية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، وبالتنسيق مع مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أقامت مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية المؤتمر العام لسادات ورؤساء القبائل العراقية، تحت شعار (من قيم الامام الحسين(ع) ننطلق لتهذيب المجتمع وتشذيب الأعراف العشائرية) يوم الثلاثاء الساعة العاشرة صباحاً 23/5/2017م، في الصحن الحسيني الشريف.
شهد المؤتمر حضوراً واسعاً من شخصيات دينية وسياسية وعشائرية، كان أبرزهم الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) والاستاذ قاسم الاعرجي وزير الداخلية، والأستاذ عقيل الطريحي، وشيوخ عموم الجنوب والوسط والغربية والشمالية. وكان لمركز كربلاء للدراسات والبحوث دوراً كبيراً في التنسيق بين اتحاد العشائر العراقية والعتبة الحسينية المقدسة من أجل تذليل العقبات لإنجاح المؤتمر وتوقيع الوثيقة من قبل العشائر.
أكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال كلمته في المؤتمر على أهمية العشائر في المجتمع العراقي، مثنياً على القيم والمبادئ الحميدة والسامية كالكرم والشجاعة والسخاء، واصفاً اياهم "بالمدرسة التربوية".
قال الشيخ الكربلائي: هناك بعض الأعراف والتقاليد انتشرت مؤخراً لا تتناسب مع الموروث الحضاري السامي للعشائر العراقية، وهنا لا بد للعشار من وقفة لرصد هذه الاعرف السيئة التي تتنافى مع القواعد الشرعية، والضوابط القانونية، والقضاء عليها. مؤكداً على ضرورة المحافظة على الظواهر الجيدة وتثبيتها، وضرورة الدعوة الى الحوار والهدوء لحل المشاكل والنزاعات، والابتعاد عن العنف وعدم ازهاق الأرواح. وتابع كلامه قائلاً: نرجو الالتفات الى هذه النقطة، نحن الان في حضرة سيد الشهداء القدوة العظيمة التي يجب ان نقتدي بها، علينا ان نبدأ برحلة ترسيخ اللحمة الوطنية ورد المحاولات الجديدة من الأعداء الهادفة لتفتيت اللحمة الوطنية، وأضاف: بالتالي فإن توقيعكم عل هذه الوثيقة سيكون بمثابة العهد في حضرته (عليه السلام).
وفي كلمة لوزير الداخلية الأستاذ قاسم الاعرجي امام الحاضرين في المؤتمر أكد على ضرورة توقيع الوثيقة من اجل حقن الدماء البريئة، ودعا العشائر الى ضرورة اللجوء الى سلطة القانون لحل النزاعات، وأضاف قائلاً: سنكون أمناء على ما جاء بهذه الوثيقة، مؤكداً دعمه بكل ما مطلوب منه ومن الوزارة واستنفار الجهود من أجل تطبيق بنود هذه الوثيقة.
الشيخ صباح بدر الغميض القى كلمة عن عشائر الجنوب أكد فيها على معاهدة المرجعية في تطبيق بنود الوثيقة، وقال: المرجعية هي حصن العراق الحصين.
وقال الشيخ معد السمرمد في الكلمة التي القاها عن عشائر الوسط، بعد ثنائه على انتصارات القوات العراقية، ذكر: انه من واجب العشائر شذب هذه العادات السيئة خصوصاً بعد تأكيد المرجعية الرشيدة على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، مؤكداً على أنهم مستعدين لتطبيق بنود هذه الوثيقة.
عن عشائر الغربية القى الشيخ فيصل نجرس الكعود كلمة قال فيها: انطلاقاً من الآية الكريمة (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) اليوم يكون على شيوخ العشائر الابتعاد عن كل قول يأجج الطائفية وضرورة نبذ الأعراف التي تفرقنا، ونقدم مصلحة أهلنا ونجعل من العرف العشائري أداة لتوحيد الشعب العراقي. مؤكداً على الطاقات الشبابية في صنع المستقبل، شاكراً القائمين على هذه المبادرة، متأملاً أن ينجح المؤتمر وتطبق بنود الوثيقة من قبل العشائر.
وخلال الكلمة التي القاها الشيخ عثمان عبد الكريم الزنكنة عن عشائر الشمال، أكد على أهمية المرجعية الدينية في توحيد العراق، داعياً شيوخ العشائر العراقية كافة الى تطبيق بنود الوثيقة.
وفي ختام المؤتمر قام كل من ممثلي العشائر عن كل محافظة بتوقيع الوثيقة، بأشراف الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، وسيتم توجيهها الى سماحة آية الله المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف).