شهد المؤتمر العالمي العلامة الفقيه احمد ابن فهد الحلي (رحمه الله ) في يومه الاخير حضوراً واقبالاً واسعاً من قبل شخصيات اكاديمية وثقافية إذ حضر الكثير من اساتذة الجامعات العراقية من جامعة ذي قار والمثنى والبصرة وبغداد وغيرها، فضلاً عن الشخصيات الاكاديمية والحوزوية والثقافية من دول الخليج ولبنان وايران.
عقدت الجلسة العلمية الاخير صباح يوم السبت 20 /5 / 2017م، في مدينة الامام الحسين(ع) للزائرين، وتضمنت القاء البحوث إضافةً الى الكثير من النقاشات العلمية الهادفة فيما يخص العلامة الفقيه ابن فهد الحلي.
ترأس الجلسة سماحة الشيخ هادي القبيسي، فيما كان الاستاذ الدكتور حسن حبيب الكريطي مقرراً للجلسة، نوقش في هذه الجلسة العديد من البحوث، كان أولها بحث المدرس المساعد الشيخ اسامة العتابي بعنوان (مفهوم العزلة عند العَارِف الْفَقيه اِبنُ فَهدٍ الحِلّيّ - قِراءةٌ تحَليليّةٌ لرسَالةِ التحصين في صَفات العَارفين-) ذكر الاستاذ الشيخ العتابي أن من أركان السلوك عند بعض علماء التزكية، العزلة، فما هو تعريف العزلة ؟ هل يعني أن أبقى ماكثاً في البيت ولا أخرج بتاتا، ولا أختلط بالناس؟ أم أن مفهوم العزلة في زمن السلف الصالح يختلف عن مفهوم العزلة في وقتنا الحاضر؟ وأضاف الشيخ قائلاً: لهذا كان بحثي هو بمثابة إجابة عن هذه الأسئلة، والوقوف على إشكالية العزلة بمفهومها الإيجابي وبيان مفهومها السلبي وأيّهما يمكن ممارسته في طريق السير والسلوك إلى الله تعالى.
اعتلى بعد ذلك منصة الباحثين الشيخ الشيخ علي أكبر زماني نجاد، ليلقي بحثاً بعنوان( ابن فهد الحلي والأعمال الفقهية المجهولة)، ذكر الشيخ في مستهل بحثه أهم ما كتبه العلامة الحلي قائلاً: لقد ترك ابن فهد الحلي (م: 841هـ) الكثير من المؤلفات في مختلف الموضوعات الأعم من الفقه والدعاء والكلام والعرفان وغيرها من الموضوعات الأخرى وقد بلغ عدد مؤلفاته في بعض كتب التراجم والسير والببلوغرافيا إلى ستين عنواناً. وأكثر مؤلفاته في حقل الفقه والدعاء، وقد تمّ التعرّف لحسن الحظ على الكثير من مؤلفاته، وهي بين مطبوع أو في طريقه إلى الطبع.
جاء بعده المدرس المساعد عصام فخري برتو، القى بحثاً بعنوان (التبيان فيما بين التصوف والعرفان ابن فهد الحلي أنموذجاً) ذكر الاستاذ برتو في مستهل البحث قائلاً: جاءت فكرة البحث من العبارة التي تقول: (كل متحرك عرضة للنقد والتعليق)، ثم تطبيقها على حركة العلماء، ووقع الاختيار على الشيخ الفقيه أحمد بن فهد الحلي رحمه الله، إذ شُهِدَ له بالبنان والتقدّم بالعلم والفضيلة، وما كان له من إنجازات علمية عظيمة امتدت جسورها الى بلدان مختلفة، والتي انتهت في مدينة كربلاء المقدسة، إذ أسس المدرسة العلمية فيها، وتزعّم حوزتها، وقد برع في علوم شتى والتاريخ يشهد له بذلك، وكانت حركته هذه سبب في ازدهار الحياة العلمية في مدينة كربلاء المقدسة، وأصبحت محط أنظار الوافدين لطلب العلم.
أتى الدور بعد ذلك على الدكتور حميد باقري من ايران، ليكون اخر الباحثين الذين القوا بحوثهم، حمل بحثه عنوان(علماء الحلة والأدعية المأثورة من طرق الشيعة مع التأكيد على مؤلفات ابن فهد الحلي رحمه الله)، ابتدأ الدكتور باقري في مقدمة بحثه قائلاً: من بين العلماء البارزين في هذه المدينة من الذين ألفوا في الأدعية المأثورة من طرق الشيعة، تجدر الإشارة إلى ابن فهد الحلي (م: 841هـ). حيث الفَّ عدداً من الكتب في أدب الأدعية الشيعية، ومن أشهرها كتاب (عدّة الداعي)، ونسعى في هذا البحث إلى التعريف بأعمال المؤلفين المنتسبين إلى الحوزة العلمية في الحلة، ودور هؤلاء العلماء لا سيما ابن فهد الحلي في بلورة وتطوير كتب الأدعية المأثورة من طرق الشيعة الإمامية، ومشاهدة الدور الملحوظ لهذه الحوزة العلمية في ازدهار التأليف في حقل الأدعية عن كثب.
شهدت الجلسة العلمية الثالثة والاخيرة العديد من المناقشات والمداخلات العلمية من قبل الباحثين في المؤتمر من الشخصيات الثقافية والعلمية، اذ طرحوا العديد من الاسئلة والمداخلات بعد ان انتهى الباحثين من القاء بحوثهم امام الحاضرين. ركزت الداخلات على ضرورة استمرار مثل هكذا مؤتمرات سنوية، وايّد جميع الحاضرين فكرة المؤتمر شاكرين القائمين على ادارته وتنظيمه الذي وصفوه بالرائع.
والمؤتمر العالمي يقيمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث ومجمع الامام الحسين (ع) العلمي في العتبة الحسينية المؤتمر العلمي العالمي للعلامة الفقيه احمد ابن فهد الحلي (رحمه الله) يوم الخميس للمدة من 18-20/5/2017م، وبرعاية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، والذي تحتضنه مدينة الامام الحسين(ع) للزائرين.