استكمالاً للجلسات العلمية للمؤتمر العالمي العلامة الفقيه احمد ابن فهد الحلي (رحمه الله )، عقدت الجلسة العلمية الثانية مساء يوم الجمعة 19 /5 / 2017م بحضور الحاج عبد الامير القريشي رئيس المؤتمر ومدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث ونخبة من الباحثين والمحققين والاكاديميين من العراق وعدة دول ابرزها ايران ولبنان .
نوقش في هذه الجلسة العديد من البحوث التي تخص العلامة الحلي، القاها عدة اساتذة وعلماء من العراق وايران.
القى الشيخ حميد البغدادي بحثاً بعنوان ( دعوى ابن فهد الحلي ان سهل بن زياد عامّي ) ذكر الشيخ البغدادي في خلاصة بحثه ان النجاح الذي حققه العلامة الحلي في رد شبهات الخصوم المتمثلة بالنقاشات المذهبية و بيان حقيقة عقائد الشيعة وأحقّيتها بالصورة التي دفعت بعض الحكّام وهو المقاتل السنّي العسكري إلى أن يقع تحت تأثير بيانه، وهو يبيّن حقائق عقائد مذهبه. فله مناظرات علميّة معروفة في موضوع الإمامة والولاية مع العامة.
ومن خلال ذلك يتضح لنا مدى أهميّة الدور الذي لعبته مرجعية الشيخ ابن فهد في تنشيط الحركة العلميّة في كربلاء المقدّسة. واضاف الباحث حارب الشيخ ابن فهد البِدَع والضلالات من موقع الأمين على الشرع المقدّس فقد نقلت المصادر أنه أفتى بقتل تلميذه محمد بن فلاح المشعشع، لكنّه استطاع أن يفلت من القتل بفتوى استاذه، ومن ثمّ أقام الدولة المشعشعية فيما بعد.
ثم اعتلى منصة الباحثين الدكتورة هناء كاظم خليفة استاذة في كلية الآداب الجامعة المستنصرية ألقت بحثاً بعنوان ( دور الاجازات العلمية في ابراز مكانة ابن فهد الحلي ) ذكرت الباحثة في مستهل بحثها نبذه مختصرة عن السيرة العلمية للعلامة الحلي، واضافت الدكتورة هناء نجد في صورة إجازة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود المؤذن العاملي المؤذن الجزيني العالم الفاضل الجليل النبيل الشاعر للشيخ علي بن عبد العالي الميسي. قوله: وأجزت له أن يروي عني جميع كتب الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن الشيخ عز الدين بن العشرة، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد وكذلك جميع كتب الشيخ محمد الحارثي الشهير بالمفيد بهذا الطريق إلى الشيخ أحمد بن فهد، كما ورد كذلك قوله أجزت له أن يروي جميع مصنفات الشيخ أحمد بن فهد فليروا ذلك لمن أحب.
القى بعده بحثاً للشيخ محمد باقر ملكيان بعنوان ( ابن فهد الحلي ومنهجه الرجالي المهذب انموذجاً ) ذكر الشيخ لعلّ من محاسن البحث الرجالي في الكتب الفقهيّة عمليّة تطبيق المباحث الرجاليّة والعلم بدورها في الاستنباط الفقهي، ومن هؤلاء الفقهاء ابن فهد الحلي (رحمه الله) فحيث لم يفرد للمباحث الرجاليّة كتاباً مستقلاً.
وأضاف ارتأينا أن ننتقي هذه المباحث من كتابه القيّم (المهذّب البارع) وإفرادها في رسالة مستقلّة حتّى ينتهل الفضلاء من نمير علمه ومن فيوضاته الواسعة، فشمّرنا عن ساق الجدّ، مستمدّين من الله التوفيق والسّداد.
ثم أتى الدور على الدكتورة سعاد جواد الانصاري الاستاذة في جامعة ميسان كلية التربية قسم التأريخ القت بحثاً بعنوان ( جهود العلامة ابن فهد الحلي العلمية وانعكاساتها السياسية والاقتصادية ) وبعد ذكر جزء من السيرة العلمية للعلامة الحلي قالت الدكتورة: في ظل هذه الأجواء العلمية الإيمانية في مدينة الحلَة نشأ هذا العلاّمة الجليل ابن فهد، وحين بلغ سن التميّز والإدراك جدَ في طلب العلم وسعى حثيثاً في طلبه وتحصيله وانظم إلى قوافل هذا الطريق من العلماء والزهاد الأجلاء حيث تتلمذ على يد خيرة أساتذة الحوزة العلمية في مدينة الحلّة وغيرها منهم الشيخ الفاضل الفقيه علي بن الخازن الحائري أحد تلاميذ الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي ردحاً من الزمن.
ثم اعتلى منصة الباحثين الشيخ محمد بركت، القى بحثاً بعنوان (ابن طي الفقعاني العاملي وتأثّره بآراء ابن فهد الحلي رحمه الله) ذكر الشيخ بركت في مستهل بحثه: قد حاولت في هذا البحث أن أستعرض الشواهد على ذلك، من خلال مطالعة سريعة في كتاب أعلام الوارد على أساس نسخة سقيمة ويتيمة، ودراسة هذا التأثير سواءً على مستوى نقل النصوص الفقهيّة أم التأثر بالفتاوى في الأحكام الشرعيّة.
اختتمت الجلسة العلمية الثانية ببحث للشيخ حسين جويد الكندي الذي القى بحثاً بعنوان (إبن فهد الحلي وأثره في الآراء الاخلاقية والكلامية لإبن أبي جمهور الاحسائي) تطرق الشيخ الكندي في مستهل بحثه الى اهمية العلامة الحلي في مجال العلم قائلاً: وفي بحثنا هذا نحاول تسليط الضوء على بعض تفاصيل أثر ابن فهد الحلي في الوسط العلمي الاسلامي بصورة عامة، والحالة الشيعية بصفة خاصة، وقد اخترنا أثره في المخرجات المعرفية لعلماء مدرسة الأحساء العلمية، وقد وقع الاختيار على التراث الكلامي والأخلاقي للشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي كنموذج لهذه الدراسة، وذلك لتقارب الفترة الزمنية بين هذين العلمين، وانتماء كلتا المدرستين الى ذات الاتجاه العلمي،
شهدت هذه الجلسة مداخلات علمية من الباحثين والحاضرين في المؤتمر من الشخصيات الثقافية والعلمية ، اذ طرحوا العديد من الاسئلة والمداخلات بعد ان اكمل الباحثين من القاء بحوثهم امام الحاضرين، ابرزها مداخلة قيس العطار التي وضح فيها قضية ارتباط مؤسسة امارة المشعشعين بالعلامة الحلي كما ذكرت بعض المصادر بأن مؤسس هذه المدرسة تتلمذ على يد العلامة ابن فهد الحلي , إذ وضح الشيخ العطار بأن هذه المصادر ضعيفة وفند هذه القضية .
والمؤتمر العالمي يقيمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث ومجمع الامام الحسين (ع) العلمي في العتبة الحسينية المؤتمر العلمي العالمي للعلامة الفقيه احمد ابن فهد الحلي ( رحمه الله) يوم الخميس للمدة من 18-20/5/2017م، وبرعاية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي. والذي تحتضنه مدينة الامام الحسين(ع) للزائرين.