انعقدت الجلسة العلمية الاولى للمؤتمر العالمي العلامة الفقيه احمد ابن فهد الحلي (رحمه الله ) صباح يوم الجمعة 19 /5 / 2017م بحضور الحاج عبد الامير القريشي رئيس المؤتمر ومدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث ونخبة من الباحثين والمحققين والاكاديميين من العراق وعدة دول ابرزها ايران ولبنان .
نوقش في هذه الجلسة العديد من البحوث التي تخص العلامة الحلي، القاها عدة اساتذة وعلماء من العراق وايران.
القى الدكتور سلمان باقر الخفاجي استاذ في الكلية الاسلامية الجامعة / النجف الاشرف اولى البحوث التي القيت في المؤتمر، بعنوان(العلامة ابن فهد الحلي والاجازة العلمية -دراسة وتحليل-)
قال الدكتور: (تحقق لنا من البحث أن الشيخ ابن فهد الحلي الأسدي سليل العلماء والطهر حُلّيّ المولد عام (757هـ) والنشأة ثم طاف ما وسعه واقعه الاجتماعي لأنه كان فلاحاً فقيراً، فسكن قرب الحائر الحسيني المقدس ونهل من العلماء وأخذ عن بعضهم إجازاته العلمية متبركاً ومتيمناً بالجوار المبارك لسيد الشهداء وإمام العلماء، فدرَس ودرّس في كلّ من مدرسة الحلة وأخذ عن مشايخه بعض إجازاته العلمية. ومدرسة كربلاء، وكتب ما ينوف على (رسالة وكتاباً) في الكثير من صنوف المعرفة الإسلامية والإنسانية، وامضى بقية عمره المبارك في كربلاء الطف حتى دفن فيها عام (841هـ)).
ثم القى الشيخ حسن مظاهري بحثاً مشتركاً مع الشيخ مجيد هادي زاده بعنوان ( تراث ابن فهد الحلي ومكتبته- دراسة وتحليل - )
قال الشيخ مظاهري في مستهل بحثه (حينما نبحث في مصادر التعريف بالرجال والكتب عن حياة ابن فهد وتراثه نجد عدّةَ أخطاء وقعت في تلك المصادر، ونشير هنا إلى بعض منها ثمَّ إلى طريق علاجها وتصحيحها.
وأضاف أن من آثار ابن فهد الجليلة التّحصين في صفات العارفين؛ رأى الميرزا عبدالله الأفندي الأصفهاني نسخة منه في هراة بخط الشيخ عبدالصمد بن الشيخ شمس الدين جدّ شيخنا البهائي. قال: «وخطّه متوسط في الرداءة». وهذه الرسالة طُبعت عدّة مرات، وتُرجمت إلى الفارسيَّة، ترجمها أوَّلًا العلّامة الكبير حيدر قلي خان سردار الكابلي (م.1372 هـ.) - كما في طبقات أعلام الشيعة؛ وترجمها ثانيًا بعض معاصرينا الفضلاء، وسمّاها هداية السائرين إلى ترجمة التحصين. ولابن طاووس أيضًا التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين(ع)،مطبوعٌ وهو لم ينل اشتهار التحصين لابن فهد، ولم يُترجَم إلى الفارسيَّة.
كما ذكر ان ابن فهد اتهم بالتصوف في بعض مصادر التراجم والإجازات ، وهذه النسبة بدأت أوَّلًا بشكل موجز، ثمَّ ازدهرت حتَّى وصف بعضُهم ابنَ فهد بأنّه صوفي بحت!. فنقول: لاريب في كون الرجل ورعًا تقيًا، ولذلك وصفه أستاذه الخبير ابنُ الخازن ب: «الورع المخلص الكامل جامع الفضائل»؛ ولذلك أيضًا اقتصر الرجالي الأصفهاني الچهارسوقي بالقول: «له من الاشتهار ب ... الذوق والعرفان والزهد والأخلاق والخوف والاشفاق ... »، فلم ينسبه الى التصوّف أصلًا. والمحقق المامقاني أيضًا اقتفى أثره فجاء بنص العبارة في ترجمة ابن فهد.
القى بعده بحثاً للمدرس الدكتور عبد الزهرة الخفاجي بعنوان (ابن فهد الحلي وأثره في جغرافية التشيع الإمامي)، ذكر الدكتور الخفاجي بأن هذا البحث يأتي في مقدمة ومبحثين وخاتمة ، خُصصت المقدمة للتعريف بالبحث وما ينطوي عليه ، أمّا المبحث الاول فتناول التعريف بالشيخ ابن فهد الحلي و ولادته ونشأته، معرجاً على موقعه العلمي بين اقرانه من العلماء، اما المبحث الثاني فيخوض في جهود ابن فهد الحلي في نشر الفكر الامامي من خلال انتشار مصنفاته وتلاميذه من العلماء على جغرافية الدولة الاسلامية ، وفي ضوء رحلاته العلمية ومناظراته الفقهية ، في حين استعرضت الخاتمة النتائج التي توصل اليها البحث.
ثم أتى الدور الى الشيخ رضا المختاري الذي القى بحثاً بعنوان (حديث النوروز في كلام العلامة ابن فهد الحلي)، بين في مستهل بحثه (يُعد العلامة ابن فهد الحلّي (طَيَّب الله ثراه وجعل الجنّة منقلبه ومثواه) أول من روى ونقل الحديث المعروف في فضيلة النوروز في كتابه المشهور المهذَّب البارع (ج1، ص 194 - 196) فيما نعلم وفيما وصل إلينا من المصادر وسياتي نصّه نقلاً عن المهذَّب).
ثم اعتلت منصة الباحثين الدكتورة سكينة حسين كاظم تاج الدين أم.د في كلية التربية/جامعة المثنى، لتلقي بحثاً بعنوان(آراء ابن فهد الحلي الفقهية والأصولية في الشذوذ الجنسي)، ذكرت(الشذوذ الجنسي من اهم العوامل التي تتسبب في انهيار الفرد والمجتمع، واهانة كرامته وانتشار الامراض الاجتماعية الفتاكة وغيرها، فانتشار الشذوذ الجنسي والتدهور الخلقي الذي أصاب العباد بسبب عدم المعرفة الصحيحة للحكم الشرعي لعقوبة الشذوذ الجنسي وعواقبها على الحرث والنسل مع قلّة ممن بيّن خطره والتحذير منه ومن هنا تكمن مشكلة البحث وسبب اختياره ،ولذا جاء الاهتمام البالغ والكبير من علماء الشريعة الإسلامية بالأحكام الشرعية بطرحها وبيان تفصيلاتها لأجل معرفة العباد في كيفية الحفاظ على الحرث والنسل ومن هؤلاء العلماء الشيخ الحلي (757هـ - ت 841 هـ).
ثم أعتلى منصة الباحثين الشيخ مسلم محمد جواد الرضائي ليقلي بحثاً بعنوان(دراسة مختصرة حول أجوبة المسائل التاريخ والفوائد -جوابات المسائل الشاميّة لابن فهد أنموذجاً-) إذ وضح أن الغرض من المقالة دراسة نوعٍ خاصّ من التأليف في الفقه الإسلامي، وهو المعنوَن على ألسنة العلماء بـ: أجوبة المسائل، أو جوابات المسائل، وبيان المراحل التي مرّ بها، وأهمّ خصائص ومميّزات هذا النوع من الكتابة الفقهيّة، على ضوء رسالة جوابات المسائل الشاميّة للفقيه الأُصولي المتكلّم العارف جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي (757 - 841 هـ) من أعلام القرنين الثامن والتاسع الهجريين.
جاء بعده الدكتور ناجح جابر الميالي المشترك مع الدكتور ظافر عبيس الجياشي جامعة الإمام جعفر الصادق، ببحث جاء بعنوان (البحث الدلالي عند ابن فهد الحلي -كتاب المقتصر أنموذجاً-)، حيث ناقش الدكتور الميالي البحث وأكد على ان الشيخ ابن فهد الحلي يُعدّ من الوجوه اللامعة في جميع المجالات العلمية، وكان بمثابة جسر محكم، وأمين معتمد، نقل بكل صدق وأمانة أراء وأسانيد العلماء في الفقه الى الأجيال القادمة وهو حقاً خلاصة عصره وزمانه، فضلاً عن ذوقه واختياراته وجدّه المتواصل في تدوين فقه أهل البيت.
اختتمت الجلسة العلمية الاولى ببحث للباحث محمد وفادار بعنوان ( اسباب شهرة ابن فهد الحلي عند الفرس وتمثيله لمدرسة العرفان الفقهي).
شهدت هذه الجلسة حضوراً واسعاً محلياً وعالمياً، اذ امتلأت القاعة الخاصة بالجلسات بالباحثين من عدة جامعات عراقية وايرانية اضافة الى العلماء والفضلاء .
والمؤتمر العالمي يقيمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث ومجمع الامام الحسين (ع) العلمي في العتبة الحسينية المؤتمر العلمي العالمي للعلامة الفقيه احمد ابن فهد الحلي ( رحمه الله) يوم الخميس للمدة من 18-20/5/2017م، وبرعاية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي. والذي تحتضنه مدينة الامام الحسين(ع) للزائرين.