الشيخ كامل الفهداوي
الناطق باسم مجلس الرباط المحمدي
بعد أن أدركت الحكومات الأمـ.ريكية المتعاقبة التكلفة الكبيرة للحروب الكلاسيكية، اتجهت إلى اختراع وابتداع مفاهيم جديدة للحرب ضد بلدان الشرق الأوسط.
تتنطلق هذه المفاهيم الجديدة من محورين: الأول هو نشر الفوضى الخلاّقة، والمساعدة على ظهور قوى-محلية فعّالة، تضرب النسيج الداخلي. (كـ.داعش) على سبيل المثال. وفي هذا الأسلوب تقوم الادارة الأمـ.ريكية بتهيئة الظروف المناسبة لاجتماع بعض المتشددين من دول عدة وتقوم بتمويلهم واطلاق يدهم في العراق وسوريا، ليقوموا بتشكيل دولة مزعومة ومن ثم تبدأ بالتطـ.هير العـ.رقي ضد من يخالفهم من الأديان والمذاهب .
لم تنجح خطتهم هذه بسبب تماسك النسيج العراقي لذلك قامت الحكومة الأمـريكية باستخدام المحور الثاني والذي يُطلق عليه في العلوم السياسية “القوة الناعمة” ، وهو المصطلح الذي يقوم على مبدأ أن امـ.ريكا يمكنها ان تأخذ ما تريد دون استخدام الحروب. وذلك من خلال القوة الناعمة وتغيير المفاهيم والعادات والتقاليد،ولذلك فقد بدأت بالتحرك ضمن مجموعات المجتمع المدني والبرامج التي تقدمها . ومن خلال منظمات المجتمع المدني حيث تتألف هذه البرامج من مجموعة كبيرة للغاية، ولكن من أهم هذه البرامج هو البرنامج الذي يستهدف المرأة العراقية خصوصا الفتيات ما بين 15 إلى 19 عاماً، لما لهذه الفئة العمرية من تأثير أساسي على مستقبل العراق. فتضع الحكومة الأمريكية عناوين برّاقة لهذه البرامج كتعزيز قيادة المرأة وتمكينها. ولم نر الحكومة في الواقع أنها تقدم شيئا للعراق أو المرأة العراقية دون أهداف خفية.
فهذه البرامج وعلى الرغم من العناوين البرّاقة، إلا أنها تدعو النساء في العراق إلى التعرّي،. وهذه البرامج لها أهداف أعمق كحق المرأة في الإجهاض ،والحق بالمـ.ثلية الجنسية كما تقوم هذه البرامج بربط المرأة العراقية بمجموعة من المثليين الجنسيين أو المنظمات التي تتبنى شعار المثـ.لية الجنسية.
فقد فشلوا باحتلال العراق من خلال استخدام القوة الصلبة، وكلفتهم هذه الحرب الغالي والنفيس، وهذا ما دفعهم إلى استخدام قوتهم الناعمة والتي تستهدف المرأة والشباب العراقي لدفعهم إلى الانحلال الأخلاقي والتخلي عن قيم وعادات المجتمع العراقي العربي المسلم. فقد بدأت المخدرات تنشط في اوساط الشباب وهناك تشجيع للحفلات الاستعراضية الراقصة وهذا بالطبع يُسهِّل عليها السيطرة على المجتمع العراقي وثرواته من خلال صرف النظر عن الحقوق الأساسية في الاستقلال والحرية من الاحتلال والتمتع بسيادة العراق الذي تمتد جذوره في أعماق التاريخ. وهذا الشعب عموماًو المرأة العراقية خصوصاً لن يسمحوا أبداً بانحراف البوصلة عن اتجاهها الصحيح.
ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه . |