بقلم: محمد طهمازي
موقعه عند ملتقى الطرق التجارية القديمة والقوافل المارة بين مدن الكوفة والبصرة والموصل ودمشق وبلاد الشام منحه أهمية اقتصادية كما ويعد من أعظم الحصون في الشرق الأوسط والبناء العربي الأكثر تميزًا، يقال هذا في معرض التعريف به، كما وتتجلى فيه فنون العمارة القديمة ولكونه من أكثر الأبنية التاريخية المختلف عليها بين المؤرخين والباحثين في مجال التاريخ والعمارة فقد عد من الأبنية الغامضة وغموضه متعدد الأوجه.
الأخيضر من الخارج عبارة عن حصن سوره مليء بالتحصينات على غرار القلاع الحربية وهو مستطيل الشكل طوله من الشمال إلى الجنوب 175 متراً، وعرضه من الشرق إلى الغرب 169 متراً، ويبلغ ارتفاعه حوالي 21 متراً. يضم السور أربعة أبراج رئيسية، تقع في الأركان الأربعة، وقطر كل منها 5 أمتار. كما يوجد في منتصف كل ضلع من أضلاع السور برج كبير، يتوسطه مدخل. كما توجد عشرة أبراج في كل ضلع، خمسة عن يمين الداخل وخمسة أخرى عن يساره، وقطر كل برج من هذه الأبراج 3.50 متر، وبذلك يكون مجموع الأبراج في السور 48 برجاً يتوسط المساحة بين كل برجين إيوانان و4 نوافذ طولية لرشق النبال.
إننا، وفق ما تقدم، أمام حصن أو قلعة من دون شك لما تمتلكه من أبراج وتحصينات دفاعية لصد أي هجوم عبر فتحات المراقبة ورمي النبال في الأبراج الكثيرة وفي جدران السور. وهذا الأمر في ذات الوقت يمنحنا دليلًا على كون المنطقة غير آمنة أو أن القلعة هذه أنشأت لأغراض حربية أو في حالة طوارئ! وهذا الأمر يتعارض مع كون الحصن في ملتقى الطرق التجارية القديمة كما جاء في ذكر موقع مكة على سبيل المثال ومكة لم تكن ذات أسوار وتحصينات بغض النظر عن موقعها الديني للحج في ذلك الزمن الذي لم يمنع عنها الخطر كما حصل في قصة الفيل وجيش أبرهة الأشرم. القصد أن المراكز التجارية تكون منفتحة على دخول وخروج القوافل، نعم يمكن أن تحاط بأسوار وبوابات لضبط الحركة لكن ذلك يكون لهدف السيطرة التجارية والرسوم الضرائبية وليست الفكرة منها صد الهجمات، ذلك أن حالة انعدام الأمان تتعارض تمامًا مع النشاط التجاري.
يتبع...