أكّد الأكاديمي والباحث البريطاني المعروف "د. كريس هيوير"، إن سبط رسول الله، الإمام الحسين بن علي "صلوات الله عليهم"، ليس حكراً على المدرسة الشيعية أو المسلمين في أرجاء العالم وحسب، وإنما للبشرية جمعاء منذ وقوع فاجعة كربلاء الخالدة.
وقال "هيوير" في حديث خاص لشعبة العلاقات العامة والإعلام في مركز كربلاء للدراسات والبحوث بالعتبة الحسينية المقدسة، في أعقاب الزيارة التي أجراها الباحث البريطاني لمدينة أبي الأحرار "عليه السلام" يوم الخميس 24 شوال 1443 هـ، الموافق 26 آيار 2022م، إن "من بين أبرز إنطباعاته عن هذه المدينة المقدسة، هو أنه بالرغم من إحتضانها لهذه الجموع البشرية الهائلة والمنحدرة من جنسيات وأديان وطوائف وثقافات مختلفة، إلا أن ما يصدم المرء بخصوصها، هو مقدار الهدوء والسلام والتناغم الذي تعيشه هذه الجموع فيما بينها".
ووصف الباحث المتخصص بشؤون الحوار بين الأديان، مدينة كربلاء المقدسة، بـ "المغناطيس الذي يجذب القلوب لزيارتها"، مبيناً أنها "تعدّت كونها مدينةً مقدسة، لتكون مركزاً روحياً بعيداً عن الصراعات السياسية أو الإختلافات الدينية والمذهبية".
وتابع "د. كريس هيوير" أنه كشخص (محب للإمام الحسين) كما يصف نفسه، يتحمل مسؤولية الإعلام والتبليغ برسالته وحياته (عليه السلام) بطريقة مفهومة لكل البشر والمجتمعات"، مؤكداً إنه "بعد (35) عاماً من دراسته للإسلام، وصل الى قناعة مفادها أنه ليس بالإمكان إعداد بحث علمي ملم بكافة جوانب هذا الإمام لمن يعرفه حق المعرفة".
ودعا الباحث الذي سبق له أن زار مدينتيّ النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، "المسلمين جميعاً رجالاً ونساءً الى أن يتصدوا لمسؤولية التبليغ بمكانة الإمام الحسين (عليه السلام) والترويج للمبادئ التي بذل دمه من أجلها بين الشعوب غير الإسلامية نظراً لأن الشخصيات العظيمة من هذا النوع، قد رسخت مفهوم (دين الفطرة) الموجه الى البشر أجمعين من قبل الخالق الأوحد، مما يجعل سيد الشهداء (عليه السلام) قائداً للإنسانية برمّتها"، آملاً في ختام حديثه الى يكون مركز كربلاء للدراسات والبحوث، لاعباً أساسياً في ترسيخ هذا المفهوم، وفي مساعدة الآخرين في فهم وتطبيق المبادئ الحسينية الخالدة".