وجهت المرجعية الدينية العليا نصائح وارشادات الى الاسرة التعلمية واولياء امور الطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 21/ذي الحجة/1437هـ الموافق 23/9/2016م بما يلي:
بمناسبة اقتراب بداية العام الدراسي الجديد نود ان نذكر لأعزاءنا الاساتذة والمعلمين واولياء الطلاب بعض الامور:
اولا :
ليعلم الاخوة الاساتذة في الجامعات والمدرسون والمعلمون ان مهنة التعليم والتربية تمثلان في بعض جوانبهما امتدادا لمهنة الانبياء والائمة (عليهم السلام) في تعليم الناس وتربيتهم فأجعلوا مقصدكم والباعث لديكم هي النية الخالصة لله تعالى ليكون لكم بذلك الاجر في عملكم ولتجعل ساعات تعليمكم في ميزان حسناتكم..
ثانياً:
المأمول من الاخوة الاساتذة والمعلمين ان يلتفتوا الى ان هؤلاء الطلبة امانة في اعناقهم فالآباء والامهات بل المجتمع بأكمله قد سلّموا اليكم عقول وقلوب هؤلاء تصوغونها بما تشاءه افكاركم وتعاليمكم فأعيدوا هذه الامانة صالحة بالمبادئ والخلق الرفيع مصونة من الجهل والانحراف..
وذكر الكربلائي بقوله ان مهمتكم لا تقتصر على التعليم المهني في مجال اختصاصاتكم بل مهمتكم هي التعليم والتربية على الاخلاق الفاضلة والمواطنة الصالحة معاً فلا ثمرة للتعليم بدون الاخلاق وتربية النفس على هذه القيم – والاستاذ الاكثر تأثيراً في طلبته هو الذي يبدأ بنفسه فيربيها ويؤدبها على محاسن الاخلاق ومحامد الصفات ويترجمها الى سلوك فعلي امام طلبته ومن ذلك حسن التعامل مع الطلبة بالتواضع لهم وعدم التعالي عليهم وسعة الصدر والتحمل لهفواتهم وسلوكهم الخاطئ احياناً وذلك بإرشادهم بالحسنى والموعظة الحسنة الى السلوك الصحيح وتنبيههم على ضرورة الاهتمام باخلاقهم وسلوكياتهم كاهتمامهم بالحصول على الدرجات المتقدمة في دروسهم.
ودعا ممثل المرجعية العليا ان يحترم جميع الطلبة ولا يهين من لا يمتلك الذكاء العالي لتلقي العلم بل يحاول ان يعلمه كيفية تطوير قابلياته ليتقدم في مسيرته العلمية، وعليه ان يوضح للطلبة ان النجاح في الدراسة مهم لكنه جزء من النجاح الاكبر المطلوب في الحياة الا وهو بناء العلاقة الصحيحة مع الله تعالى ومع بقية افراد المجتمع وامتلاك الشعور بالمسؤولية في أي موقع كان بعد التخرج والقدرة على النجاح فيه وبناء الاسرة الصالحة وخدمة المجتمع بصورة صحيحة.
ثالثاً:
تذكر ايها الاستاذ وايها المعلم ان لديك ابناء يدرسهم اساتذة ومعلمون مثلك فأحسن التعليم والتربية لتلاميذك وابذل كل ما بوسعك للارتقاء بمستوياتهم العلمية يقيض الله تعالى لأبنائك معلمين يحسنون اليهم فالجزاء من جنس العمل..
وتذكر ان بين يديك جيل المستقبل الذي هو امل مجتمعك فاشعرهم بذلك وبث في روحهم العزيمة والهمة والاندفاع للتعلم وحبب اليهم وطنهم وايقظ فيهم النخوة والحمية ليكونوا بناة صالحين لهذا الوطن وقادة امناء لهذا الشعب.
وتذكر ان اوقات الدوام هي حق للطلبة والتلاميذ وعليك استفراغها لتعليمهم وتربيتهم وليس لك ان تنتقص من حقهم شيئاً. ان تأخرك عن الدوام ولو قليلا ً او خروجك من المدرسة قبل نهايته خلافاً للتعليمات او غيابك عن بعض الحصص التعليمية من دون عذر يعتبر تخلفاً عن عقد توظيفك والوفاء بالعقود واجب شرعاً واخلاقاً.
رابعاً:
المأمول من وزارة التربية ان توفر مستلزمات الدراسة والتعليم لجميع المؤهلين لذلك وتعمل على تطوير قدرات المعلمين والمدرسين والاستفاذة من البحوث المقدمة من الباحثين المتخصصين لتحديث اساليب التدريس، ودراسة اسباب هبوط المستوى العلمي وانخفاض نسب النجاح بصورة حادة في بعض المدارس.
وعلى الاجهزة التربوية المعنية خلق جهاز تعليمي وتربوي قادر حقاً على اداء هذه الرسالة العظيمة وذلك بتوفير الرغبة الصادقة والحقيقية للمعلمين لمهمة التعليم والايمان برسالة العلم والقدرة على حملها والاخلاص في اداء الواجب فان الاندفاع والرغبة لدى المعلم والاستاذ تنعكس بكل تأكيد على التلاميذ الذين يتولى تربيتهم وتعليمهم وبذلك ينشط التلاميذ ويجعلهم يقبلون على الدرس بجد واشتياق..
خامساً:
ونوجه كلامنا لأولياء الامور من الاباء والامهات فنقول ان توفير فرصة التعليم لأبنائكم من ضروريات الحياة وليس من كمالياتها ولا يصح ان يجعل ضعف الامكانات ومحدودية الدخل المالي مبرراً لعدم توفير هذه الفرصة لهم، توكلوا على الله تعالى واطلبوا منه العون والتسهيل ليعينكم على تحمل اعباء ذلك وفتح السبل امامكم لتعلم ابنائكم – فان الله تعالى عند حسن ظن عبده به وهو رازقكم ومعينكم في ذلك.
واضاف "اذا كانت الضرورة تستلزم عمل ابنائكم لفقد رب الاسرة او عجزه عن العمل ونحو ذلك فامنحوهم فرصة تقسيم اوقاتهم وجعل بعضها للعمل وبعضها للدراسة كما كان عليه حال الكثير من العوائل في العقود السابقة.
وعليكم بالتواصل مع ادارات مدارس اولادكم فانه ضروري لنجاحهم وتقدمهم وليس من الصحيح اهمال ذلك بعذر الانشغال بامور الكسب وهموم الحياة، بل ان من اهم واجباتكم متابعة سلوك اولادكم وتوجيههم بالاسلوب الصحيح في علاقاتهم مع الاخرين وماذا يقرأون وماذا يشاهدون ومن يصاحبون..
وختم الشيخ الكربلائي بقوله نسأل الله تعالى ان يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وان يجعل ذلك سبيلاً للهداية والفلاح في الدنيا والاخرة انه سميع مجيب..