بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" ... آل عمران 169.
لم تعد قضية الإمام الحسين "عليه السلام" بكافة أبعادها وتجلياتها حصراً على المؤمنين من أتباع آل البيت الأطهار أو حتى المسلمين من باقي الطوائف مثلما يظن البعض أو يحاول إظهاره، فضلاً عن أنها لم تعد محصورة بزمان أو مكان معيّنين، بل تجاوزت الحدود المقيدة للزمان والمكان لتصل الى ما هو أبعد من ذلك بأشواط كثيرة لتصبح شعاراً وقدوةً لكل المستضعفين والثائرين وطالبي الحرية في أركان العالم الأربع منذ إراقة أولى قطرات الدم الطاهر لهذا الإمام الشهيد ظلماً وبهتاناً لتصبح بعدها هذه الدماء وقوداً استنارت به معظم الحركات التحررية في العالم إن لم تكن جميعها، وربما أن خير مصداق على هذا القول هو ما جاء على لسان الشاعر الكربلائي الخالد "علي محمد الحائري" بهذا البيت المزلزل لعروش الطغاة:
وفي هذا الإطار، فقد تكلم العديد من أدباء وفلاسفة وشعراء، بل وحتى سياسييّ العالم من غير المسلمين عن فضل سيد الشهداء "عليه السلام" على التاريخ الإنساني أجمع قبل العربي أو الإسلامي فكان بعض مما جاء على ألسنة تلك الشخصيات الشهيرة هذه الأقوال الخالدة التي سنعرضها على شكل أجزاء متتابعة: