عينت الدولة العثمانية مدحت باشا والياً على بغداد في عام 1869م، وكان من بين أهم أعماله في العراق تطبيق قانون الولايات العثماني الصادر عام 1864م، كما أنه رفع تقريراً في 16 حزيران 1869م إلى رئاسة الوزراء العثمانية في اسطنبول وضح فيه أهمية الموقع الجغرافي والمكانة الدينية لكل من كربلاء والنجف مطالباً بتشكيل لواء كربلاء.
وبدوره فإن رئيس الوزراء العثماني رفع تقرير والي بغداد مدحت باشا إلى السلطان العثماني عبد العزيز في 20 حزيران 1869م من اجل إصدار إرادة سنية سلطانية بالموافقة على تشكيل لواء كربلاء، وبالفعل فقد صدرت هذه الإرادة بتاريخ 21 حزيران 1869م.
وصارت كربلاء مركزاً للواء يحمل الاسم ذاته تضم قضاءي النجف والهندية فضلاً عن قضاء المركز، وكانت التقسيمات الإدارية للواء كربلاء وفقاً لما ورد في سالنامة الدولة العثمانية العمومية لعام 1869م تضم ثلاثة أقضية هي: قضاء كربلاء مركز اللواء، والنجف الأشرف، والهندية، ونواحي: شفاثة، والرحالية، والحسينية، والمسيب التي ارتبطت جميعها بقضاء المركز.
أما النواحي المرتبطة بلواء كربلاء فلم تبقَ على حالها ففي عام1872 م ألحقت ناحية المسيب بقضاء الهندية بسبب قرب المسافة بينهما مما يسهل عملية جباية الضرائب. وفي عام 1873م استحدثت ناحية جديدة تسمى الكفل ارتبطت بقضاء الهندية أيضاً، وعلى ما يبدو أنها حلت محل ناحية الحسينية التي لم يعد لها ذكر في التقسيمات الإدارية الولاية بغداد حتى نهاية الحكم العثماني في العراق.
كما عملت الإدارة العثمانية في العراق على توطين القبائل الرحل فيه، بهدف السيطرة على تلك القبائل وبسط الإدارة المركزية في مناطق تواجدها، وبالتالي إخضاعها للتجنيد ودفع الضرائب، وبما أن منطقة الرزازة كانت منطقة ذات ثقل عشائري قامت الإدارة العثمانية بتشكيل وحدة إدارية فيها عام 1873 م هي قضاء يحمل الاسم نفسه ارتبط إدارياً بلواء كربلاء، وعهدت إدارة ذلك القضاء إلى شيخ قبيلة عنزة عبد المحسن الهذال، ولإفراد أسرته بعد وفاته. ويبدو أن جعل منصب القائممقام مقام في قضاء الرزازة وراثياً الإفراد قبيلة عنزة كان لأجل ضمان ولاء تلك العشيرة للإدارة العثمانية.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج7، ص47-51