انه العقيد سفري إ. جبریکوف المندوب المفوض والوسيط الروسي، وكان أحد أعضاء اللجنة الخاصة لتخطيط الحدود بين تركيا وإيران على وفق معاهدة أرضروم سنة 1847 م وكانت اللجنة مكونة من ممثلي الدول الأربعة روسيا وإنكلترا وإيران وتركيا.
وقد حددت بغداد لتكون مكاناً لإلتقاء جميع الممثلين في اللجنة للأطراف الأربعة، وتنفيذ لهذا المطلب توجه ممثلو روسيا من القسطنطينية ووصلوا الموصل في 24 نيسان 1849م، ثم غادروها في ۱۰ ايار عن طريق نهر دجلة إلى بغداد.
قامت اللجنة في بغداد خلال سبعة أشهر بمباحثات تمهيدية، وفي هذه الأثناء زار جيريكوف خرائب بابل، وطيسفون، ومدن كربلاء، والنجف والكوفة، ومنطقة المجرى الاسفل لنهر الفرات
وبعد مرور أكثر من عشرين سنة على انتهاء عمل اللجنة كان قد نشر (دفتر مذكرات) سفري. ا. جيريكوف، وهو من اعداد م.ا. کامازوف السكرتير السابق للجنة الوسيطة.
يطرح دفتر مذكرات سفري جيريكوف وصف الأحداث والانطباعات بشكل مباشر، وهو يكمل يوميات كامازوف، وفيه وصف الطريق من القسطنطينية حتى بغداد.
وأهم ما في المذکرات هو الفصول التي تتحدث عن بغداد وضواحيها، ووصف السفر الى بابل، والنجف وكربلاء.
وحينها يصف جيریکوف رحلة اللجنة الروسية من بغداد إلى بإيل، والنجف وكربلاء في سنة 1849م، فهو يعير أهمية خاصة الى النجف وكربلاء المدينتين المقدستين عند الشيعة.
يقول جيريكوف عن كربلاء والنجف ما نصه: تشتهر هاتان المدينتان كربلاء والنجف عند الشيعة باسم (عتبات الأئمة) توجه الى هنا ومن جميع البقاع التي يسكنها الشيعة وبدون انقطاع قوافل الزوار التي لا تعد ولا تحصى، وهم يحملون معهم هدايا كثيرة الى المسجدين من النقود والأشياء، وغالبا ما تكون الهدايا ثمينة جدا، وهم يجلبون معهم جثث موتاهم ايضا لدفنها في هذه الأرض المقدسة.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج ۱، ص 261-263