حرفة بارزة في مدينة كربلاء المقدسة، اذ كانت اواني الطبخ في السابق اغلبها تصنع من النحاس الذي يعلوه الصدأ نتيجة تفاعله مع الاوكسجين، والتي تحدث ضرراً ومخاطر صحية في حالة تفاعل صدأ النحاس مع الغذاء.
وفي ازقة المدينة المقدسة يدور المبيض يومياً في الطرقات ويأخذ الأدوات من سيدة الدار والتي تثق فيه كل الثقة وبعد ان يعيدها مطلية ونظيفة يستلم اجوره.
يذهب المبيض ليباشر مهنته مستجمعاً بعض الحطب الذي يشعله بمروحته اليدوية والتي يستعملها للنفخ في النار لتبقى ملتهبة، حيث كانت أدواته ومواده كمية من النشادر، وعيدان من القصدير وكمية من القطن الخام المحلوج (المنزوع من البذرة) لتبدأ مراحل التبييض ويؤتى بالوعاء النحاسي المراد تبييضه، ويُستعمل ملقط طويل لتحريك الوعاء فوق النار فيسخن أولاً على النار ثم يقوم المبيض بفركه بمادة (النشادر) بواسطة القطن يجول بها في قلب الوعاء لتبدأ في إزالة الأوساخ.
وقد كانوا يتخذون من سوق الصفافير المتفرع من شارع علي الأكبر (عليه السلام) في احد فروع شارع السدرة في مدينة كربلاء المقدسة محال عديدة لهم، كما توجد محال أخرى متفرقة في مناطق متباعدة من المدينة، اندثرت الحرفة بصورة شبه كاملة واقتصرت على تبييض القدور الكبيرة المصنوعة من النحاس.
ان هذه المهنة تتبع مهنة الصفارة اذ راجت برواجها وكسدت بكسادها، وعندما تلاشت تلك الأسواق التحقت بحرفة التبيض.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص111-112.