ان اول من زار مدينة كربلاء في العهد المملوكي الرحالة الألماني كارستن نيبور (1733-1815م) وهو من أشهر الرحالة الاوربيين الالمان الذين زاروا العراق، وكان هدف الزيارة اعداد تقرير شامل عن العراق والجزيرة العربية وبلاد الشام، بأمر ملك الدانمارك فردريك الخامس، خلال الزيارة سمي نيبور كربلاء مشهد الحسين والتي بيني أسباب بناء المدينة من الناحية التاريخية.
وفي أواخر عام 1789م زار العراق الرحالة جون تايلر قادماً من حلب فزار كربلاء التي وصل اليها في كانون الثاني 1790م الا ان تايلر لم يتجول في مركز المدينة بل تجول ببعض القرى المحيطة بها مثل (البرذويل، وشفاثه، والاخيضر) والسبب في ذلك ان تايلر كان مقصده الأساس مدينة البصرة من الذهاب الى الهند.
ويعد الرحالة أبو طالب الاصفهاني من أشهر الرحالة الذين زاروا كربلاء في فتره حكم المماليك، وتكمن أهمية رحلته انها جاءت بعد وقت قريب من الهجوم الوهابي على كربلاء 1802م، اذ يبين لنا ما وقع في المدينة.
وفي عام 1820م زار كربلاء الرحالة المعروف باسم المنشئ البغدادي وهو إيراني الأصل، كان يعمل في المقيمية البريطانية في بغداد حيث رافق المقيم كلوديوس جيمس ريج (1787-1821م) في رحلاته والتي وصف فيها مدينة كربلاء المقدسة.
نلاحظ ان مدينة كربلاء في عهد المماليك عانت من الإهمال، كما لم تحظى المدينة المقدسة بأي اهتمام باستثناء فترة الوالي سليمان باشا الكبير الذي عمل على ترميم او تعمير مرقد الامام الحسين (ع).
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص107-128