حاصرت القوات العثمانية مدينة كربلاء في عام 1916م، وقامت بفتح السدود التي تحمي مدينة كربلاء من خطر الفيضانات، فغطت المدينة مساحات واسعة قدرت ب (15) ميلاً مربعاً معظمها من الأراضي المخصصة لزراعة الحبوب.
أدى العمل التخريبي الذي قامت به القوات العثمانية الى تلف المحاصيل الزراعية مما أدى الى تدني مستوى الإنتاج في المدينة، كما إثر بشكل مباشر على ارتفاع أسعار الحبوب.
بعد انسحاب القوات العثمانية من مدينة كربلاء في تشرين الأول 1916م، حاولت الإدارة البريطانية إعادة النظر في تنظيم الشؤون الاقتصادية، في مقدمتها النشاط الزراعي.
عملت على اصلاح السدود التي دمرت، وزراعة مساحات أخرى من الأراضي الزراعية، الا ان تلك الاعمال واجهت معوقات عديدة وأبرزها ارتفاع نسبة الملوحة المرتبطة بسوء تصريف المياه الفائضة، وقلة المبازل، واستخدام الوسائل الزراعية البدائية، فضلا عن ردود الفعل المعاكسة للفلاحين تجاه تعسف أساليب الإدارة البريطانية في مدينتهم.
المصدر
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، ج3، ص355-360