احدى الحرف التراثية التي كانت شائعة ومنتعشة، يدور اصحابها بين ازقة وطرقات واسواق مجتمعنا الكربلائي القديم، فلا يستغني عنها أي ان سان في حياته اليومية طالما كان هناك خزف او فرفوري يتعرض للكسر والفطر في زمان كان فيه اقتناء الفرفوري او الخزف يعد من الامور النادرة لغلاء ثمنه وصعوبة الحصول عليه.
خياطة الفرفوري من الحرف القديمة في كربلاء ومعنى الفرفوري هو الفخار الذي يصنع منه الصحون والاباريق، وهناك انواع مختلفة من الفخار وبمعنى آخر الفرفوري هو الاواني المصنوعة من مادة الزجاج أو الخزف مثل (الإناء والطاسة والفرفوري) التي تكسر جراء الاستعمال.
يقوم صاحب الحرفة بزيارات لمنازل الميسورين والاغنياء، اذ كان يقوم بإصلاح التحف والمزهريات والانتيكات التي تعرضت للكسر واعادتها الى ما كانت عليه، ولأصحاب المقاهي نصيب من تلك الزيارات ايضاً.
ان اغلب خياطي الفرفوري من الاجانب الشرقيين الوافدين الى العراق من الاقطار المحاذية للعراق، كما اعتاد خياط الفرفوري ان يحمل كيسه او سله من الخوص على كتفه فيها عدة العمل، سائراً في الاحياء الشعبية منادياً بصوت ذي لكنة اعجمية خاصة (خياط......فرفوري).
ومن أبرز من عملوا في هذه المهنة المرحوم عبد عون ولطيف ابو مهدي والمرحوم الحاج عباس الملقب بتركي وكان المرحوم الحاج محمد يتخذ من بداية سوق المهدي (عكد اليهود) سابقاً مكاناً بسيطاً ويجمع ادواته التي يستعملها لخياطة الفرفوريات الثمينة، والمرحوم الحاج كريم في منطقة السعدية وهناك آخر كان في سوق باب الطاق.
المصدر
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص113-117