استمدت المدارس الدينية إشعاعها العلمي من علوم أهل البيت (ع) وبجهود وتضحيات رجالها وعلمائها الأعلام، على مدى تاريخها الطويل حفظوا لها كيانها لتبقى عنواناً للدين وللمذهب وروحه النابضة ومن امثلة هذه المدارس الدينية مدرسة شريف العلماء المازندراني في كربلاء.
شُيدت هذه المدرسة بأمر من المرجع الديني السيد محسن الطباطبائي الحكيم، وقفاً على طلبة العلوم الدينية في كربلاء المقدسة عام 1383هــ/ 1964م وتقع في كربلاء زقاق (كدا علي) المتشعب من شارع الحسين (ع) الرئيسي، ملاصقة لمرقد الشيخ محمد شريف العلماء المازنجراني (1).
سميت المدرسة باسم مدرسة شريف العلماء لوقوعها قرب مرقد الشيخ محمد بن حسن علي المازندراني، تبلغ مساحة المدرسة 209م2، صممت المدرسة على شكل طراز عمراني إسلامي، استخدم الطابوق الآجر والجص في بنائها، وتتكون من طابقين، في مقدمتها مدخل يؤدي الى ساحة المدرسة، في وسطها نافورة، وسقفها مفتوح للسماء مما يساعد على دخول الضوء والهواء الى باحتها، وتحيط بها مجموعة من الغرف، فضلاً عن السرداب، ومكتبة وقاعة الصلاة، الى جانبهما يقع مرقد العلامة الشيخ محمد المازندراني، ومن طلبتها الذين تخرجوا منها السيد عباس بن السيد حسن، والشيخ محمد باقر الدامغاني، والسيد علي الهندي(2).
في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الميلادي طالتها يد الاهمال والتخريب، ثم شملها قرار ما يسمى مجلس قيادة الثورة (المنحل) الصادر عام 1994م (3) وتم تسجيلها باسم الاوقاف والشؤون الدينية ومن ثم نُقلت ملكيتها الى وزارة المالية في عام 1997م (4) فأصبحت تحت التصرف الصدامي حتى سقوطه عام (1424هـ 2003م) بعدها تم استعاده المدرسة وتجدد الاهتمام بها من قبل السيد محمد سعيد الحكيم فأعاده إحيائها من جديد لتخدم طلبه العلوم الدينية، وهي ما زالت قائمة الى وقتنا الحاضر.
المصادر
1. تقارير كشف موقع مدرسة شريف العلماء كتاب مرسل من مديرية التسجيل العقاري الى مديرية أوقاف كربلاء، بتاريخ 5/3/1992م.
2. تقرير كشف لمدرسة شريف العلماء بتاريخ 14/9/2005م
3. قرار ما يسمى مجلس قيادة الثورة 148 لعام 1994م
4. قرار ما يسمى مجلس قيادة الثورة 149لعام 1997