بيّنت المصادر التأريخية بعضاً من أبرز وأهم مواد البناء التي إستخدمها العراقيون القدماء في تشييد مساكنهم ومعابدهم الدينية ومباني مؤسساتهم الحكومية في بلاد وادي الرافدين عموماً وفي مدينة كربلاء المقدسة على وجه الخصوص (1).
وتذكر هذه المصادر أن من بين تلك المواد هي (الطين) أو ما كان يسمى في اللغة السومرية بـ (إيم Im) والذي أُستخدم على مدار العصور السابقة كمادة إنشائية رئيسية تعدّ الأقدم من نوعها في تاريخ العمارة، فضلاً عن إستخدامه فيما بعد كـ (ملاط) أو كوسيلة ربط لمواد البناء الأخرى مع بعضها ولغرض إكساء الجدران والواجهات الخارجية للمباني التي كان من أبرز معالمها القائمة حالياً هي (قصر شمعون) الواقع غربي المدينة المقدسة، فيما شهدت كربلاء أيضاً إستخدام مادة (النورة) التي كانت تُحَضَّر بطريقة كيميائية معقدة من أجل إضفاء الشدة والتماسك على أجزاء البناء كما هو الحال في (قصر الأخيضر).
ومن المواد الأخرى التي تم إستخدمها في كربلاء قديماً هي مادة (الجص) أو ما عرفت لدى الأكديين حينها بـ (جاسو Gassu) التي يتم تحضيرها عن طريق مزج عدة مكونات بنسب متفاوتة قبل أن يتم تعريضها لحرارة عالية داخل أفران أو (تنانير) خاصة بهذا الغرض.
المصدر
(1) الأبنية الحضارية في كربلاء: لمؤلفيّه أ. م. د. زين العابدين موسى آل جعفر و م. هدى علي حسين الفتلاوي، ضمن سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص301.