وبالنظر للحالة المتدهورة التي عاشتها إيران آنذاك، فلم يكن بمقدورها سوى اللجوء الى بعض الوسائل الدبلوماسية على يد سفيرها في بغداد آنذاك "الملا عبد العزيز" عبر التواصل مع عدد من القوى العظمى في تلك الفترة بغية إنقاذ المدينة وسكانها من بطش سلطات الإحتلال العثماني، بالإضافة الى دوره في جمع وتوثيق الأدلة على إرتكاب هذه السلطات لعمليات تطهير عرقي بحق أتباع أهل البيت "عليهم السلام" من العراقيين والإيرانيين (1) .
وفي إطار توسيع حملته العسكرية الدموية ضد كربلاء، فقد قام الوالي العثماني في بغداد حينها "محمد نجيب باشا"، بنشر دعاية مفادها قيام الدولة الإيرانية بإعداد جيش قوامه 20 الف جندي لإنقاذ المدينة وطرد القوات الغازية منها، حيث أسهمت هذه الدعاية بكبح جماح القوى الباحثة عن حل سلمي للمعضلة القائمة، فضلاً عن نجاحها في كسب السلطات العثمانية العليا الى صفّه من أجل الإيغال في دماء الكربلائيين ونهب ثروات الحرمين الشريفين للإمام الحسين وأخيه العباس "عليهما السلام".
المصدر
(1) موسوعة كربلاء الحضارية: سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الجزء التاسع، ص194.