وكان قوام قوات الإحتلال هذه، ثلاث كتائب من المشاة ، وكتيبة إضافية من جنود "السباه" الهنود معززةً بعشرين مدفعاً وبعض المقاتلين الأكراد الذين استدعاهم الوالي العثماني من مناطق كردستان تحت إمرة "أحمد باشا بابان"، حيث أقدمت هذه الجحافل في الثالث عشر من شهر ذي القعدة سنة 1258هـ، 19 كانون الاول 1842م، على محاصرة المدينة بالكامل، والتضييق على سكانها بصورة اضطرتهم الى شرب مياه الآبار المجّة، واللجوء الى التقتير والتقنين في توزيع الارزاق لمدة ثلاثة وعشرين يوماً (1) .
وعلى الرغم من الفارق الكبير في العدة والعدد بين القوات الغازية وبين السكان المدنيين، إلا أن قادة المدينة المجتمعين في حرم سيد الشهداء "ع"، كانوا قد اتفقوا على إجلاء ما يمكن إجلائه العوائل عبر الأبواب الجانبية في سور كربلاء، والدعوة الى حمل السلاح دفاعاً عن النفس، لتحصل بعدها معارك عنيفة استخدمت فيها سلطات الإحتلال المدفعية الثقيلة حتى نجاحها في نهاية المطاف باقتحام المدينة ومن ثم ارتكاب مقتلة عظيمة في صفوف سكانها بمن فيهم النساء والأطفال المحتمين بحرم الإمام الحسين وأخيه العباس "عليهما السلام" .
المصدر
(1) تسخير كربلاء: لمؤلفه السيد عبد الرزاق الحسني، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص42.