الذبذبات الدماغية هي موجات سريعة من الإشارات الكهربائية تطلقها الخلايا العصبية استجابة لمدخلات من الحواس أو غيرها من التحفيزات الأخرى.
فمثلا يستجيب الدماغ إلى تشغيل الضوء في غرفة مظلمة عن طريق الإشارات الكهربائية للنبضات العصبية، التي تدعى أيضا "التموج". ويمكن مقارنة كل مجموعة متتالية من التموجات بالبت (bit)، وهي شفرة ثنائية تستخدم في أجهزة الحاسوب.
من أشكال النشاط الكهربائي في الدماغ موجاتُ غاما، التي تشفّر المعلومات عن طريق تغيير سعة الإشارة الكهربائية أو ترددها أو مرحلتها، وتؤثر الزيادات في الجهد الإيقاعي على توقيت التموجات.
ويعتقد أن مجموعة الخلايا العصبية التي تتذبذب على ترددات غاما قد توحد النشاط العصبي بالطريقة نفسها التي يندمج بها عازفو الكمان في سيمفونية معا على مستوى التوقيت والإيقاع بالتزامن مع قرع الطبول، لخلق موسيقى السيمفونية.
ووفقا لدراسة قدمها عالم الأعصاب في جامعة "آيوا" فيليب غاندر، فإن موجات غاما قد تساهم في الذاكرة العاملة، وهي ذاكرة تخزين مؤقتة لتذكر المعلومات بشكل فوري. وأثبتت الدراسة التي أشرف عليها غاندر، أنه عندما يتذكر المرء نغمة معينة تندفع موجات غاما في الدماغ الراكد خلال المدة الفاصلة بين الوقت الذي وقع فيه اختبار هذه النغمة وعندما يُطلب من الشخص تذكرها.
وقد تساعد ترددات غاما، التي تندفع من خلال القشرة السمعية والقشرة الجبهية، في تذكر الصوت أو أي مدخلات حسية أخرى بصفة مؤقتة بالطريقة ذاتها التي يحافظ بها اهتزاز مجموعة الشوكة الرنانة على الأصوات لمدة طويلة.
ووفقا لفيكاس سوهال، وهو عالم في أنظمة علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، فإن "إيقاعات غاما تضطرب بشكل واضح في عدد من الحالات النفسية، ويعتبر الفصام والتوحد الحالات الأكثر شيوعا". ويقر سوهال بأنه لم يتأكد بعد ما إذا كانت التذبذبات سببا للخلل المعرفي.
ويعمل علماء على اختبار أشكال مختلفة من التحفيز الكهربائي الإيقاعي للدماغ لتغيير موجات غاما، والترددات الأخرى للتذبذبات العصبية، لعلاج مجموعة واسعة من الاضطرابات بما في ذلك الاكتئاب المزمن والتوحد والفصام.
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/healthmedicine