عرفت مدينة كربلاء المقدسة بالعديد من البيوتات الأدبية الكربلائية اللامعة وشخوصها الذينَ برزوا في المجتمع الكربلائي الأصيل، اذ كان لهم الشرف الكبير في خدمة مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) فضلاً عن نضالهم الوطني ضد الاحتلال العثماني والانكليزي.
ومن بين تلك الشخصيات الشاعر الكبير محمد حسن الملقب بأبي المحاسن: وهو بن الشيخ حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي من بطون آل علي التي تسكن جناجة شرقي مدينة كربلاء المقدسة.
ولدَ الشاعر أبو المحاسن في كربلاء المقدسة سنة (1293هـ)، وبها نشأ ودرس الأدب والفقه علي فصيل من الادباء والعلماء أمثال السيد محمد حسين المرعشي والشيخ كاظم الهر والسيد عبد الوهاب الوهاب.
امتاز بالذكاء وأقباله الغريب على دراسة الأدب وصنوف العلوم. برز أديباً شاعراً وكاتباً له مكانة كبيرة في المجتمع، وأضاف لوناً ادبياً على المجالس العلمية والأدبية، وكانت لهُ صولات وجولات في ميدان النضال الوطني، وله ايضاً ادوارٌ مشرفة في الجهاد الديني أبان ثورة العشرين التي اندلع لهيبها من أرض الطف كربلاء المقدسة.
وكان الشاعر أبو المحاسن أحد السبعة عشر رجلاً الذين أدانتهم المحاكم ليلة استيلاء الإنكليز على كربلاء غير ان الحكم نُقض وصدر حكم العفو على القائمين بالثورة وقد تم إطلاق سراحهم سنة (1339هـ / 1920م).
وبعد تشكيل الحكم الوطني المحلي في العراق عين أبو المحاسن وزيراً للمعارف في وزارة جعفر العسكري سنة (1923م) غير ان خلافاً كان بين اقطاب الوزارة حول تعديل المعاهدة العراقية البريطانية فآثر ان لا يكون ذيلاً لأتباع الإنكليز وانسحب من الوزارة وذلك في سنة (1924م) ليعود بعدها الى كربلاء.
وفاته: وافتهُ المَنيَّةُ في (13 ذي الحجة سنة 1344هـ/ المصادف 24 حزيران 1926م) أثر سكتة قلبية مفاجئة أودت بحياته ليدفن في مدينة النجف الأشرف في الصحن العلوي الشريف.
المصدر: كتاب البيوتات الأدبية في كربلاء، موسى إبراهيم الكرباسي، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 67- 69