وصف المخيّم الحسيني قبل الهدم:
قبل المباشرة بعمليات الهدم قامت لجنة مشكلة من دائرة الأوقاف بالكشف الموقعي على المبنى، لتثبيت أوصافه على نحو كامل، وقد حررت اللجنة محضراً تضمن الآتي:
المبنى شبه دائري تتوسطه قبة مزدوجة نصف دائرية من الداخل، ومدببة من الخارج؛ تستند على دعامات ذات شكل منشوري بعدد (12) دعامة، والمسافة بين دعامة وأخرى (6.80) متراً، والقطر الداخلي للقبة (خمسة أمتار ونصف المتر)، يحيط بها رواق داخلي بعرض (مترين)، ومسقف بقبيبات صغيرة بعدد (12) قبة والوجه الداخلي للقبة مزين بحلية من المرايا الصغيرة، أما الرواق المحيط بها فمكسو بطبقة من الجص، وتغليف الجدران الداخلية بارتفاع (متر ونصف المتر) ويحيط بالمبنى صحن داخلي من الجهات الأربع، ينخفض عن المبنى (80) سم، وعن الشارع العام (1.80) متراً، وتطل عليه عشرة أواوين تعلوها عقود مدببة بعمق (90) سم؛ في الجانب الغربي واحد عشر في الجانب الشرقي، وثمانية في الجانب الجنوبي، وستة في الجانب الشمالي، ويوجد في المبنى محراب يتوسط الجانب القبلي يقع بين دعامتين يحتوي على كتابة من الآيات القرآنية وهي: (آية التطهير، والمباهلة، والمائدة، والأحزاب) والتاريخ يشير إلى محرم من سنة ست وتسعين وتسعمائة هجرية.
أجريت على المبنى إضافات وتجديدات، ومنها البوابة الرئيسة وحجرة السادن والحجرة المقابلة لها، واستحدثت بناية في الزاوية الجنوبية الغربية تعرف بـ(خيمة القاسم)، وكما استبدلت الشبابيك القديمة بشبابيك حديثة من الألمنيوم. وشيّد البناء الحالي على جدران قديمة لا زالت بعض معالمها قائمة وظاهرة، وقد ارتفعت فيه المياه الجوفية، وسطح المبنى مبلط بالطابوق الفرشي، والقبة مغلفة من الخارج بالقرميد الأزرق.
المبنى مشيد بالطابوق الفرشي والجص، وبالأسلوب القديم، وسمك الجدران (1.80) متراً تقريباً والدعامات (متر واحد). ونتيجة لانخفاض المبنى عن مستوى الشارع العام؛ فقد تعرّض إلى ارتفاع المياه الجوفية؛ مما أدّى إلى إرتفاع مستوى الرطوبة في الجدران، وحدوث شقوق وانهيارات في بعض المناطق، وتساقط بعض أجزاء من الريازة المستخدمة في القبة (فضلاً عن البناء الأصلي)، إنتشار (حشرة الأرَضة) في بعض أجزاء المبنى، ولا سيما الأجزاء الخشبية.
التوصيات، تقترح اللجنة ما يلي:
تكليف دائرة أوقاف كربلاء بدراسة تفصيلية لواقع حال المبنى، وحالته الإنشائية، ودرجة خطورته، ويمكن الاستعانة بمكتب إستشاري إختصاصي لإبداء الرأي.
في حالة ثبوت أنّ المبنى لا يمكن صيانته في وضعه الراهن؛ ترتأي اللجنة ما يلي:
توثيق المبنى بالصور والمخططات.
في حالة الموافقة على الهدم وإعادة البناء، أخذ تعهد خطي من الجهة المنفذة الالتزام بإعادة البناء إلى ما كان عليه في الأصل، بحسب المخططات المصادق عليها من دائرة الآثار والتراث.
إنّ يتم العمل بإشراف دائرة الآثار والتراث.
ختم المحضر بتاريخ 9/6/1999. والموقعون هم:
د. حميد محمد حسن - قسم التراث
د. داخل مجهول سنسل - الصيانة الأثرية والهندسية
السيد خضير كاظم حسن - م. ملاحظين أوقاف كربلاء
السيد مصطفى هاشم مصطفى - مفتش آثار كربلاء
نعرض للقارئ الكريم مجموعة رسوم لواقع حال مبنى المخيّم كما هو عام 1993م قام برسمها وتوثيقها الدكتور حيدر ناجي عطية رئيس قسم العمارة في كلية الهندسة بجامعة كربلاء، وقد زودنا بها مشكوراً.
طريقة بناء قبة السرداب بأسلوب العقود المتكررة، أما طريقة بناء القبة الكبيرة فبأسلوب العرقجين. ويوضح المقطع أنّ الأقواس التي تجبر الداخل لخيمة الإمام بالإنحناء؛ هي ليست أقواس إنشائية، وإنّما وضعت لغرض روحاني؛ لاحترام خيمة الإمام بوصفها قيمة عليا في المخيم.