8:10:45
من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر المركز يقيم ورشة بعنوان: ستراتيجيات أمن الحشود في أثناء الزيارات المليونية.. زيارة الأربعين أنموذجاً استمرار الدورة الفقهية في المركز مقابر كربلاء - بعيون كربلائية الجزء الاول 2024 || Karbala Cemeteries - through Karbala eyes 2024 لقاء الدكتور المهندس احمد مكطوف خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الهيابي ..الواقعة التي هَزم فيها الكربلائيون جيوش العثمانيين ومدافعهم مركز كربلاء يعلن إصدار ثلاثة أجزاءٍ جديدة من كتاب (المنبر والدولة) النائب المهندس زهير الفتلاوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين النائب السيدة نفوذ حسين الموسوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين تعزية لقاء المهندس جواد عبد الكاظم علي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الشباب وزيارة الأربعين: إصدار جديد عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث إعلان
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:39 AM | 2023-08-21 1583
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. آراء المشككين في الموقع الحالي(الحلقة العاشرة)

ثانياً:

أما قوله: إنّ موقع المخيّم الحالي لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وإن الزعيم البكتاشي عبد المؤمن الدده قام بتشييد مقام تذكاري خالد لمضجع الإمام زين العابدين بن الحسين عليه السلام في أواخر القرن العاشر الهجري إلى اخر كلامه، فنرد عليه:

لم يبين السيد الكليدار مستنده في ذلك؛ لذا نرى أنّ آراءه هذه بلا دليل، ولا تعضدها قرينة، خاصة إذا ما علمنا أنّ الفارق الزمني بين عبد المؤمن الدده والسيد الكليدار أكثر من (400) سنة، والظاهر أنّه اعتمد في رأيه هذا على أقوال الرحالة تكسيرا الذي زار كربلاء سنة (1013 هـ - 1604م) وعدّها قرينة لتقارب الزمان بين الإثنين، وكذلك نيبور وغيرهم من الرحالة الذي سبق أن ذكرنا آراءهم، إذ أكّدوا بأجمعهم أنّ هناك مقاماً مشيداً باسم المخيّم الحسيني؛ وعلى فرض صحّة ما قاله السيد الكليدار من أنّ عبد المؤمن الدده هو أول من أسّس المخيّم في هذا الموضع، فإنّ الشواهد التاريخية المارة الذكر التي هي من أوثق المصادر وأقدمها،  تؤيد أنَّ البناية الرمزية للمخيم الحالي هي الأقرب للواقع.

جاء في أقوال السيد الكليدار أن الزعيم البكتاشي عبد المؤمن الدده سلك في تعيينه موضع المخيّم الحالي طريقة الاجتهاد، ومصدرها وحي العقيدة دون رواية تاريخية. وهذا الكلام يوحي للقارئ والمتلقي بأن العقيدة التي يدين بها السيد الدده هي العقيدة الإمامية الاثنا عشرية، ثمّ جاء لاحقاً ليخبرنا بأنّ عبد المؤمن الدده ينتمي لمعتقد ضال قائم على عبادة الأشخاص، بعيداً عن الدين والإسلام، ولا ندري أيّ من المعتقدين هو الأصح؟ وأي منهما استوحى منه السيد الدده الدافع لبناء المخيم؟. علماً أنّ الزعيم البكتاشي لم يكن إمامياً اثني عشرياً، بل هو من المتصوفة وعقيدته مختلفة عما نعتقد به تماماً.

 

قال العزاوي: (هذه الطريقة - البكتاشية- لم تعرف قبل دخول العثمانيين بغداد سنة ٩٤١ هـ وهذه الطريقة جاءتنا من الترك العثمانيين وهي خاصة بهم، فلم تعرف البكتاشية، عندنا قبل ورودهم. وإنما كانت (الحروفية)

 ثالثاً:

 أما قوله بأنّ القواعد العسكرية المتبعة في العصور الغابرة، كما دونها المؤرخون قدرت الأبعاد التي كانت تلتزمها الجيوش المتحاربة في تنظيم صفوفها أن تبلغ أحياناً مسافة ميل واحد، وتترك نصف ميل بين المحاربين وبين المخيم، فيكون مجموع المسافة بين مخيمي الجيشين يقارب ميلين على أقل تقديراً إلخ... فهذا القول يصح في حال وجود جيشين متقابلين متكافئين بالعدد والعدة، في حين أن الإمام الحسين عليه السلام لم يكن لديه جيش، استناداً لقوله عليه السلام: «ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلةّ العدد، وكثرة العدو، وخذلان الناصر». وبهذا الصدد قال الشيخ باقر شريف القرشي: وضع الإمام أرقى المخططات العسكرية وأدقّها في ذلك العصر، فنظم جبهته تنظيماً رائعاً، وأحاط معسكره بكثير من الحماية، فقد خرج في غلس الليل البهيم، وكان معه نافع بن هلال، فجعل يتفقد التلاع والروابي، وينظر إليها بدقّة مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الأعداء حين الحرب، وقد أمر أصحابه بصنع ما يأتي:

مقاربة البيوت بعضها من بعض بما في ذلك بيوت الهاشميين والأصحاب، وفيما نحسب أنّها كانت عدة من صفوف من كل جهة لا صفاً واحداً، وإنّما صنع ذلك لئلا يكون هناك مجال لتسرب العدو وتخلله من بينها.

حفر خندق من الخلف يحيط بخيم أهله وعياله، وملأه بالحطب لإشعال النار فيه وقت الحرب، وإنما أمر بذلك لما يلي:

أن تكون عوائلهم في مأمن من العدو في أثناء العمليات الحربية، فلا يتمكن من اقتحام النار والهجوم عليها.

استقبال العدو من جهة واحدة، نظراً لقلة أصحاب الإمام، ولولا هذا التدبير لأحاط بهم العدو من الجهات الأربع، وقضى عليهم في دقائق وجيزة، وما طالت الحرب ساعات ليست بالقليلة.

 هذه بعض المخططات التي اتخذها الإمام عليه السلام ، وهي تدلّ على مدى إحاطته التامة في التنظيمات العسكرية، ووقوفه على دقائقها.

رابعاً:

في قوله: إنّ مخيم الحسين عليه السلام كان قريباً من المستشفى الحسيني في كربلاء اليوم، ويغلب على الظنّ أنّ هذا الموقع أقرب إلى الصواب بحسب ما رواه العلامة السيد محمد تقي الطباطبائي عن المرحوم العلامة والباحث الكبير السيد حسن الصدر.

 إنّ النقل الشفاهي من أضعف مراتب الروايات التاريخية، ولو أنّ السيد حسن الصدر الكاظمي كما يدعى السيد الكليدار، أشار الى أنَّ موقع المخيم خلاف الحالي، لكان قد دونه في آثاره العلمية الغزيرة، وخاصة  كتابه (نزهة اهل الحرمين في عمارة المشهدين).

والمستشفى الحسيني الذي يتحدث عنه السيد الكليدار والمسمى آنذاك (غربا خستخانه سي) وسمي فيما بعد بـ(المستشفى الحسيني) ، الكائن في حي البلدية -واليوم غرفة تجارة كربلاء والإسعاف الفوري- هذا المستشفى بني عام 1911م، بتمويل من أموال العتبات المقدسة في كربلاء بحسب الرواية العثمانية[1]، هذا إذا كان قصد القائل أنّ هناك أبنية كانت قائمة فعلاً، ولم يشر إليها أحد، في حين أنّ الموقع الحالي تتفق الروايات المتواترة على مدى (327 سنة) منذ الرواية الأولى لــ(تكسيرا) الذي زار المخيّم سنة 1013هـ / 1604م حتى آخر رواية صدرت عن محمد حسين منشي اليزدي الذي زار المخيّم سنة 1340هـ/ 1921م  كلّها أجمعت من دون خلاف على أنّ بناية المخيّم الحسيني بموقعها الحالي، ومن المؤكد أنّ البناء كان قائماً قبل أن يرد على لسان تكسيرا، غير أنّ إغفال المؤرخين تدوينه قد ضيع علينا معرفة تاريخ إنشائه بالضبط، ولو كان هناك موقع آخر لأشاروا إليه وذكروه، واستناداً إلى ما ذكرناه فالإدعاء بأنّ المخيّم الحسيني يقع قرب المستشفى المذكور لا أساس له من الصحة.

في حال احتمالية قصد القائل بأنّ الإمام الحسين عليه السلام قد عسكر ابتداءً في هذه البقعة، فإنّ الروايات التاريخية المارة الذكر تدحض ذلك، بدلالة أنّ الموقع المقصود يبعد من أرض المعركة أكثر من (2) كيلو متر تقريباً، فمن غير المعقول علمياً أنّ العين المجردة ترى بوضوح ودقّة كل ما يدور في أرض المعركة من خلال هذه المسافة، إذا أخذنا بنظر الاعتبار بأنّ الأرض منبسطة وخالية من الأشجار والتضاريس الطبيعية الأخرى (التلال وغيرها)، فضلاً عن ذلك سماع الصوت، حيث لم يكن بالمقدور سماع الأصوات بهذا البعد.    

وتأسيساً على ما تقدّم؛ يتضح أنّ آراء السيد الكليدار المتضمنة تشكيكه بموقع المخيّم الحالي، هي آراء أدلتها غير ناهضة،  بل لا تستند إلى أي دليل علمي.

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp