جاء في ابصار العين ان أمه رقية بنت امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وأمها الصهباء ام حبيب بنت عباد بن ربيعة بن يحيىٰ بن العبد بن علقمة التغلبية.قيل: بيعت لأمير المؤمنين من سبي اليمامة وقيل: من سبي عين التمر، فأولدها علي عليه السلام عمر الاطرف ورقية.
عده الشيخ من اصحاب الامام الحسين عليه السلام ومن المستشهدين بين يديه.
وفي ليلة العاشر من المحرم قام الحسين عليه السلام في أصحابه خطيبا، فقال:(اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكىٰ ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون، وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وتفرقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري)، فقام إليه عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، فقال: يا بن رسول الله، ماذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الأعمام، وابن نبينا سيد الأنبياء، لم نضرب معه بسيف، ولم نقاتل معه برمح ! لا والله أو نرد موردك، ونجعل أنفسنا دون نفسك، ودماؤنا دون دمك، فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا.
استشهاده
قال ابن اعثم: - كان أول من خرج من آل عقيل عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهو يقول:
الْيوم الْقي مُسْلِماً وَ هُوَ ابي |
|
وَ فِتْيةٌ بادوا عَلى دِينِ النَّبِي |
لَيسَ كقَوْمٍ عُرِفُوا بالْكذِبِ |
|
لكنْ خِيارٌ وَ كرامُ النْسَبِ |
من هاشم السادات أهل الحسبِ |
ثم حمل فقاتل حتىٰ قتل منهم جماعة وقتل-رحمه الله-.
والقندوزي يقول: ثم برز عبد الله بن مسلم بن عقيل وهو يقول:
نَحْنُ بَنَو هَاشِمِ الْكرامِ |
|
نَحْمِي عَنِ السَّيِّدِ والامامِ |
نَجْلِ عَلِيُّ السَّيِّدِ الضِّرْغَامِ |
|
سِبْطُ نَبِيِّ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ |
فلم يزل يقاتل حتىٰ قتل من الأعداء مقتلةً كبيرةً، ثم قتل.فلما نظر الحسين إليه قال: ( اللهم اقتل قاتل آل عقيل).ثم قال: ( احملوا عليهم-بارك الله فيكم-وبادروا إلىٰ الجنة التي هي دار الايمان ).
قال الطبري: - ثم إن عمرو بن صبيح الصدائي رمىٰ عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفه علىٰ جبهته فأخذ لا يستطيع أن يحرك كفيه ثم انتحىٰ له بسهم آخر ففلق قلبه وقيل قتله أسيد بن مالك الحضرمي.
قال ابو الفرج الاصفهاني: قتله عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن علي بن محمد المدائني وعن حميد بن مسلم وذكر ان السهم اصابه وهو واضع يده علىٰ جبينه فأثبته في راحته وجبهته.
ورد ذكره في الزيارة (السلام عليك يا عبد الله بن مسلم بن عقيل فما أكرم مقامك في نصرة ابن عمك، وما أحسن فوزك عند ربك، ولقد كرم فعلك، وأجل أمرك، وأعظم في الاسلام سهمك، رأيت الانتقال إلىٰ رب العالمين خيرا من مجاورة الكافرين، ولم تر شيئا للانتقال أكرم من الجهاد والقتال، فكافحت الفاسقين بنفس لا تحيم عند البأس ويد لا تلين عند المراس، حتىٰ قتلك الأعداء من بعد أن رويت سيفك وسنانك من أولاد الأحزاب والطلقاء، وقد عضك السلاح، وأثبتك الجراح، فغلبت علىٰ ذات نفسك غير مسالم ولا مستأسر، فأدركت ما كنت تتمناه، وجاوزت ما كنت تطلبه وتهواه، فهناك الله بما صرت إليه، وزادك ما ابتغيت الزيادة عليه).
مصير قاتله:
قال ابن الاثير: - وبعث المختار إلىٰ زيد بن رقاد الجهني كان يقول لقد رميت فتىٰ منهم بسهم وكفه علىٰ جبهته يتقي النبل فأثبت كفه في جبهته فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته وكان ذلك الفتىٰ عبد الله بن مسلم بن عقيل وأنه قال حين رميته (اللهم إنهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا) ثم إنه رمىٰ الغلام بسهم آخر وكان يقول جئته وهو ميت فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفه ولم أزل أنضنضه الآخر عن جبهته حتىٰ أخذته وبقي النصل فلما أتاه أصحاب المختار خرج إليهم بالسيف فقال لهم ابن كامل لا تطعنوه ولا تضربوه بالسيف ولكن ارموه بالنبل والحجارة ففعلوا ذلك به فسقط فأحرقوه حيا.